JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الشغف العلمي Scientific passion

 

    الطالب يتعلم في سعيه للتعلم، يتعلم إذا أمعن تفكيره فيما يريد أن يتعلمه، يتعلم إذا أحب العلم وتعطش قلبه وتهيأ ذهنه للجديد منه، فيبذل الجهد ويسخر النفس لتقبل الصعوبات التي ترتبط لمختلف الأنشطة والفعاليات التي تواجهه أثناء سعيه للتعلم.

الشغف العلمي


    ولكي ينفث في نفسه جذوة الولع بالمعرفة والشغف بها، ينمي لديه بذرة حب الاستطلاع واكتشاف المجهول، ومهارة طرح التساؤلات وحب الاستطلاع.

تعريف الشغف العلمي

    وصف جون جاكسون (John Jackson) الشغف العلمي بأنه غريزة عالمية لدى الإنسان تتشكل بدءًا من اندهاش الأفراد من الظواهر التي تحيط بهم، مرورًا بحبهم للتساؤل، ووصولًا إلى تكون بنية نفسية فضولية عنوانها حب الاستطلاع والملاحظة.

    وتعتبر الدهشة عماد الشغف العلمي فهي التي تستثيره ليبدأ وتجديده ليستمر؛ فينبعث بذلك فضول الإستفسار والإكتشاف في صدور وعقول الباحثين عن الحقيقة، فكأنما يصبح الشغف العلمي بذلك طائرًا ينبض قلبه دهشة ويخفق جناحاه بحب التساؤل والإستطلاع.

عناصر الشغف العلمي

    يتمتع الشغف العلمي بعناصر مكونة له، فهو محطة مهمة في البحث العلمي وهي لحظة بناء الأطروحة، وهذه العناصر هي كما يلي:

الدهشة والحيرة

    الدهشة هي الدافع والمرافق لفعل الاكتشاف والبحث؛ فهي انفعال ورجّة وجدانية تخالطها حيرة، وهي أيضا ذهول أمام شيء مجانب للعادة وغير مألوف.

    نشأ التفكير العلمي تاريخيا كمرحلة تابعة للتفكير الفلسفي، وبرز مع دهشة الفلاسفة تلك الدهشة المتصلة بالظواهر الكونية، والتي تعبر عن فشل المعارف الموجودة والسائدة في تفسير ظاهرة معينة، وقد يجد الفكر نفسه في هذه الوضعية كلما وقع في المفارقات باعتماده على آراء سائدة أو غير مؤسّسة.

    وعليه فقد كان ظهور التفكير الفلسفي تاريخيا مقترنا بالدهشة، فقد أقر أرسطو (Aristole) بأن ما دفع الناس في الأصل إلى البحث عن الجواب هو الدهشة.

    والدهشة هي حالة توتر ذهني ونفسي ممزوجة بالقلق ومفعمة بالاهتمام وأحيانا بالألم والمعاناة؛ وللدهشة علاقة بأكثر من مفهوم، مثل: العزلة والغربة والانفصال والذهول؛ إلا أن الدهشة العلمية غير الدهشة الفلسفية وذلك لأن العاِلم لا يندهش إلا أمام الظواهر الغربية النادرة بغية فهمها ومعرفة أسبابها، وأما الفيلسوف فيتجاوز ليندهش أمام كل الظواهر بل وحتى أما أكثر الأشياء والوقائع ألفة واعتيادا مستهدفا تأمل ذاته وعالمه لتكوين صورة واضحة المعالم عنهما.

    والدهشة العلمية عبارة عن حيرة نفسية تنتاب الفرد لدى مواجهة المجهول فتوفر له الرغبة والطاقة للبحث عن الجواب؛ فهي عماد كل بحث وبداية كل معرفة.

حب التساؤل

تعبر الدهشة العلمية عن نضج الروح العلمية  لكن هذه الروح لن تتحرر من حالة الانفعال والحيرة إلا إذا بدأ الباحث في التساؤل عن موضوع الظاهرة الجالبة للحيرة، فالتساؤل بمثابة السلالم التي يصعدها الباحث للوصول للإجابة والمعرفة، فكل معرفة هي جواب لتساؤل ما، ولو لم يكن هناك تساؤل دائم لما كانت هناك معرفة متجددة.

    إن العقلية البحية الناضجة هي التي تمجد التساؤل، وتعتبره واحدًا من أهم مرتكزاتها على الإطلاق، وتعطيه أهمية قصوى، والتساؤل يضع الباحث أمام نفسه وقناعاته القديمة من جديد؛ فهو تلك الحالة التطارح الداخلي التي تقضي إلى غربلة الثوابت المعرفية.

    وتأتي أهمية التساؤل من كونه معولًا هدّامًا لكل الخرافات والمقولات غير الصحيحة، وهو الباعث والدافع لشغف الاستطلاع والمشاهدة التي تعتبر مبرر الشغف بالعلم والبحث العلمي.

    ويعبر التساؤل عن استعداد فطري يولد مع الإنسان وهو أداة اليقين والقائم على أبواب البحث عن الحقيقة، وينمو بالتدريب، وهو نقطة الانطلاق في البحث العلمي، وعدم التسليم إلا بعد البحث والفحص والنقد والتدقيق.

حب الاستطلاع

    يُعد حب الاستطلاع من الدوافع التي تحرك سلوك الكائن الحي وتوجهه، وهو المحرك الأول نحو المعرفة والفهم؛ لأنه يهيء الفرد لتلقي المثيرات والانتباه لها، مما يجعله قادرًا على ترميزها ومقارنتها ببقية المعلومات الموجودة في بنيته المعرفية.

    ويعتبر بعض الباحثين حب الاستطلاع مرحلة من مراحل معالجة المعلومات؛ فهو عامل مؤثر في مختلف جوانب التعلم الإنساني والبحث عن المعرفة؛ وذلك لأن اكتساب المعرفة والتمكن من مهارات البحث العلمي مؤشرات أساسية تدل على المستوى المعرفي المرتفع لمحبي الاستطلاع.

    ويتعلق حب الاستطلاع في بعده المعرفي بالاستفسار عن المعلومات، ويظهر ذلك واضحًا عندما يفكر الباحث تفكيرًا عميقًا في حل المسائل الشائكة التي قد تكتنف موضوع بحثه والتي تؤجج إحساسه بالدهشة العلمية التي تعتبر أهم بواعث حب الاستطلاع؛ وذلك أنها توفر الطاقة وتوجه الاستطلاع والمشاهدة للمداخل والمخارج المحتمل تضمنها على الحلول المعرفية.

    وقد صنف بعض العلماء حب الاستطلاع على انه حالة من الشك، تنتج عن تعرض الفرد لنوعين من الاستثارة:
  •   رمزية  فيُسمى حب الاستطلاع المعرفي.

  •   استثارة غير رمزية فيُسمى حب الاستطلاع الإدراكي.


ويمكن توضيح عناصرالشغف العلمي من خلال الشكل الآتي:


الشغف العلمي


المرجع

جخدل، سعد الحاج (2019). الأطر التمهيدية للبحوث العلمية من الشغف إلى الفرضية. عمان: دار البداية ناشرون وموزعون.

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة