JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

المعرفة العلمية Scientific knowledge

 

    تمثل المعرفة العلمية العنصر الأساس في مختلف محطات وإجراءات البحث العلمي، فهي هدفة الأسمى وغايته الأقصى؛ ذلك أن الإنسان كائن عارف بفطرته، ولا يمكن أن يعيش بدون فضول يدفعه إلى محاولة فهم الوقائع التي يختبرها ويعيشها في حياته.

المعرفة العلمية


    وهذا الفهم هو الذي يؤهله إلى السيطرة على هذا الواقع والتحكم فيه واستخدام نواتجه لصالحه؛ ولكن المعرفة التي شكلها الإنسان عن العالم أصبحت ذاتها مادة لنفس الفضول المعرفي الذي شكلها سابقا وتحولت إلى موضوع للفهم ودافعا إلى تأسيس معرفة حول المعرفة.

تعريف المعرفة العلمية

    يمكن تعريف المعرفة على أنها نسق من الحقائق والمعطيات الناتجة عن النشاط العقلي أو الحسّي الذي يقوم به الفرد في مختلف ممارسته الحياتية.

    والمعرفة في أبسط معانيها هي المحصلة الناتجة عن العلميات العقلية فهم  وإدراك وتدبير وتفكّر وحفظ وتحليل وتركيب وتخيّل، بالإضافة إلى عوامل الحسّ المغذيّة لها، وذلك من خلال تفاعلها مع البيئة الخارجية المحيطة بالإنسان من أشياء وموجودات وظواهر وحقائق ونظم ثقافية واجتماعية وغيرها.

أنواع المعرفة

    للمعرفة في عمومها نوعان أساسيان، هما:

 المعرفة قبل العلمية

    تُعبر المعرفة قبل العلمية عن مجموعة المعاني والمعتقدات والأحكام والمفاهيم والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به.

وتتألف المعرفة قبل العلمية من مجموعة من أفكار وأحكام واستدلالات يكتسبها الناس من خلال تجاربهم الفردية والاجتماعية، وعي تتوزع عبر ثلاثة أنماط إدراكية، وهي:

  • المعرفة الإدراكية للعالم الخارجي وهو الإحساس بالعالم الخارجي وما يدور فيه مصحوبا بتفسير الأحكام الثابتة والواقعية، والتي ندركها وترتبط هذه الأحكام بأداء ثابت في مخيلتنا.

  • معرفة المظاهر الخارجية للواقع الاجتماعي ويتمثل في إدراك العلاقات الاجتماعية في الوحدات الصغرى والجماعات والطبقات والمجتمعات، ويقدم هذا النمط معرفة عن الناس والفرد العوامل الجماعية الإنسانية.

  • معرفة الإحساس العام أي معرفة  الحياة اليومية ويتضمن هذا النوع معرفة التقاليد والأعراف التي تحكم الشعور العام والتي تساعد على التوجه في الحياة الاجتماعية.

المعرفة العلمية

    المعرفة العلمية هي عبارة عن حركة عقلية بحثية دؤوبة تعتمد مبدأ التحقق من طبيعة ما نعتقد أننا قد كشفنا عنه، إذ أنه لن توصف معرفة بالعلمية وهي في حالة انغلاق يحجبها عن التحقق، فهي في حاجة دائمة للحجج والبراهين حتى تحافظ على علميتها، وتساهم في تطورها لتحقق مبدأ تراكم المعارف الذي لا نهاية له، والذي سيشكل في مجمله ما يسمى العلم.

بنية المعرفة العلمية

تتألف بنية المعرفة العلمية من المكونات الآتية:

  • المفاهيم العلمية: المفهوم العلمي عبارة عن بناء أو تصور عقلي ينتج عن استيعاب العلاقات بين ظواهر أو وقائع أو موجودات مختلفة؛ وذلك بما يضمن تنظيمها وتكثيفها في صورة عقلية، مثل: الدولة، العائلة، البحر،... الخ.

  • الحقائق العلمية: الحقيقة العلمية عبارة عن نتاج علمي جزئي لا ينطوي على تعميم، ثبتت صحته ضمن ظروف وأزمنة معينة؛ والحقائق دائما تتغير وتتبدل تبعا لما ستسفر عنه نتائج البحث المستمر.

  • التعميميات العلمية: وهي عبارة عن تراكيب أو جمل تجمع بين عدة مفاهيم على أساس أن هذا الجمع يتضمن إضافة مفاهيمية قابلة لإعادة الاستخدام بشكل متجدد.

  • المبادئ العلمية: وهي نظام مترابط من المفاهيم العليم التي تشترك في وصفها للظاهرة وصفا نوعيا.

  • القوانين العلمية: وهي نظام مترابط من المفاهيم العلمية التي تشترك في وصفها للظاهرة وصفا كميا في صورة علاقة رياضية.

  • النظريات العلمية: وهي نظام تفسيري متكامل يوضح ويستند على مجموعة متناسقة من الحقائق والمفاهيم والمبادئ والقواعد والقوانين التي تشترك كلها في تفسير ظاهرة ما.

خصائص المعرفة العلمية

  1. المعرفة العلمية تبسيطية: الحوادث التي تبدو لنا معقّدة بمجرد أن نفهم القانون الذي يحكمها، فإنها ستصبح في أذهاننا بسيطة وواضحة.
  2. المعرفة العلمية وضعية: تستند المعرفة العلمية في تفسيراتها على ما هو مدرك بحواس الإنسان وعقله.
  3. المعرفة العلمية موضوعية: تقوم المعرفة العلمية الحقّة على فهم الموضوع على ما هو عليه دون تدخل لذات الفرد.
  4. المعرفة العلمية كمية: يميل العلماء أثناء تعاملهم مع المعارف العلمية إلى استخدام التعابير الرياضية؛ إذ لا علم إلا بالقياس.
  5. المعرفة العلمية تعميمية: العلم لا يكتفي بجمع القوانين وحسب أنما يوحد بينها ويضعها في مبادئ عامة ونظريات شاملة.

أصول المعرفة العلمية

    تم حصر أصول المعرفة في أصلين ثابتين، وأصل ينتج من تقاطعهما، وهم:

الأصل الاستقرائي

    يُعبر الاستقراء عن عملية استدلال صاعد ينتقل فيه الباحث من الحالات الجزئية إلى القواعد العامة، أي انتقال من ملاحظة الجزئيات إلى الحكم العام، ولذلك تعتبر نتائج الاستقراء أعم من مقدماته، ويتحقق الاستقراء من خلال الملاحظة والتجربة ومختلف تقنيات البحث المتبعة.

وينقسم الاستقراء إلى :

  1. استقراء ناقص: وهو انتقال الذهن من الحكم على بعض الجزئيات إلى الحكم على الكل؛ فهمو استدلال مُعَرّض للاختلال لاحتمال سقوطه بعدم استقراء جزئية واحدة، ويتم أحيانا اختيار عينة للوصول إلى الحكم، ويسمى الاستقراء العلمي وهو أكثر شيوعًا.
  2. استقراء تام: وهو انتقال الذهن من الحكم على جميع الجزئيات إلى الحكم على كليتها، ويمكن القول أن الاستقراء التام هو تتبع لكل الجزئيات للوصول إلى الحكم، وهو صعب في كثير من الأحيان.

الأصل الاستنباطي

    الاستنباط عملية استدلال منطقي بمقتضاها ينتقل الباحث من العام إلى الخاص، حيث يبدأ في وضع أو تبني مقدمات عامة ينزل منها متدرجا إلى عناصر تدخل تحت هذه المقدمات، ولهذا فالنتيجة التي يتوصل إليها الباحث تكون متضمنة في المقدمة، وبالتالي تعتبر نتائج الاستنباط أخص من مقدماته.

    ويتدرج الاستنباط في بنائه نزولًا من القضايا العامة إلى الوقائع المخصصة والمحددة، فهو ينتقل من القاعدة السابقة إلى إثبات المشاهدة أو التجربة؛ ويعبر عن الطريقة التفكيرية التي بموجبها يحكم العقل في قضيو ما بناء على قانون سابق، فهو عقل محكوم ومكبل دائمًا بأصل يقيس عليه أو بنص ما؛ فهو دائمًا فرع لأصل يدور في إطار سابق.

الأصل الاستدلالي

    يعبر عن تقاطع الأصل الاستقرائي والأصل الاستنباطي أثناء عملية إنتاج المعرفة العلمية بالأصل الأستدلالي، والذي يمكن تعريفه بأنه: حالة عقلية يتقاطع فيها الاستقراء مع الاستنباط؛ من أجل إنتاج تصورات ذهنية على ضوء تجربة عملية أو حجج  عقلية داخلية.

    والشكل الآتي يوضح عملية التقاطع التي تحدث بين الاستقراء والاستنباط:

المعرفة العلمية  Scientific knowledge


المرجع

    جخدل، سعد الحاج (2019). الأطر التمهيدية للبحوث العلمية من الشغف إلى الفرضية. عمان: دار البداية ناشرون وموزعون.

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht