JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الأخلاق العلمية Scientific ethics

 

    البحث العلمي عملية منهجية تؤدي إلى اكتساب معرفة ضرورية للتعامل مع المشكلات المرتبطة بالظواهر المختلفة، وهو نشاط أخلاقي ذو أهداف نبيلة، ورغم ذلك يفشل بعض الباحثين في استيعاب هذه الحقيقة فيقعون في بعض الأخطاء الأخلاقية التي تنشأ في المرحلة التي يُقدمون فيها على تجميع بياناتهم من حقول الدراسة.

الأخلاق العلمية


    وتعتبر تلك المرحلة بمثابة الموقف المحكي الذي يحتاج فيه الباحثون إلى أن يوازنوا بين العديد من القرارات التي تبدو في بعض الأحيان متعارضة مع بعضها البعض.

     ويتطلب البحث العلمي في شتى المجالات المعرفية توافر مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية في من يمارسه؛ ويخطئ من يتصور أن العملية البحثية لا تعدو أن تكون مجرد فهم وتطبيق مجموعة من الأسس والإجراءات التي تتصل بتحديد المشكلة وإعداد التصميم البحثي وتجميع البيانات والتعامل الإحصائي مع تلك البيانات.

مفهوم الأخلاق العلمية

    تعرف الأخلاق العلمية بأنها مجموعة من المعايير الأخلاقية التي تصاحب كل مرحلة من مراحل المشروع البحثي، وعلى الباحث أن يكون ملمّا بتلك المعايير والقيم، وذلك أنه يتعامل مع مادة البشر الذين يتميزون بأن لهم حقوقًا وكرامة يجب أن تصان من كل ضرر قائم أو محتمل.

     ويقتضي مفهوم الأخلاق العلمية أن يلتزم ويكتسب الباحث روحا مختلفة تقوم على احترام حقوق الآخرين وآرائهم وكرامتهم، سواؤ كانوا من الزملاء الباحثين أو من المشاركين في البحث أو من المستهدفين من البحث أو حتى الباحثين في ذاتهم.

معايير الأخلاق العلمية

    تشتمل الأخلاق العلمية عامة على قيمتين أساسيتين، هما:

  1. الروح الإيجابية.
  2. السلامة.

    وهاتان القيمتان يجب أن تكونا ركيزتي الاعتبارات الأخلاقية خلال عملية البحث، وتحت هاتين القيمتين تتوزع الكثير من المعايير التي تشكل السلوك الأخلاقي للباحث؛ وتتضمن الآتي:

المصداقية والأمانة

    وفيها يتوقع من الباحث أن يتحرى في:

  •  صِدقِية النقل في نتائج بحثه.

  • التثبت فيما يعتمده، فلا يكذب في نقل الملاحظات.

  • إحالة ونسب كل المعلومات التي يستخدمها إلى أصحابها الأصليين.

  • لا يزور في النتائج المتوصل إليها ولا يضخمها بما يخدم رغبته.

  • ألا يكمل أية معرفة ناقصة أو غير كاملة اعتمادا على ما يظنه قد حصل.

السلامة والإحترام

    وهي تشير إلى ضرورة أن يحرص الباحث على:

  1.  توفير السلامة الجسدية والمعنوية لمختلف المشاركين في بحثه.
  2. أن يأخذ احتياطات تحضيرية عند كل نشاط بحثي يود القيام به.
  3. الأ يحاول تنفيذ بحثه في بيئات قد تكون خطرة من جميع النواحي.
  4. الأ يتسبب الباحث في إحراج أو إخجال أو تعرض للخطر لأي فرد له علاقة بموضوع بحثه.
  5. أن يحترم مشاعر الآخرين.

الموافقة والسريّة

    يجب على الباحث أن:

  • يتأكد دائما من حصوله على موافقة مسبقة من طرف الأشخاص الذين يود العمل معهم خلال فترة البحث.

  • حماية هوية المبحوثين في كل الأوقات فلا يعرض أسماء أو تلميحات تؤدي إلى كشف هويتهم الحقيقية.

حق الانسحاب

    على الباحث أن يترك باب الانسحاب من الدراسة مفتوحًا في أي وقت أمام جميع أفراد عينة البحث، وأن يتذكر دائما أن المبحوثين عالبا ما يكونون متطوعين تقدموا بمحض إراداتهم للمشاركة في الدراسة.

    فلا يمكن للباحث إلزام هؤلاء الفراد بالبقاء، بل يمكنه أن يطلب منهم ذلك بشكل ودي، ولهذا السبب يجب أن يتوقع الباحث انسحاب بعض المشاركين، وأن يعمل على تلافي آثاره السلبية على العملية البحثية من خلال زيادة عدد أفراد العينة قبل الانطلاق.

التغذية الراجعة

    كلما كان في إمكانية الباحث إعطاء تغذية راجعة للمستهدفين من بحثه فليفعل ذلك، حين أنه من حق المشاركين على الباحث أن يعرفوا نتيجة الدراسة التي ساهموا بمشاركتهم في انجاحها.

    وعلى الباحث أن يسعى لنشر نتائج بحثه بمختلف الوسائل التواصلية الممكنة، وذلك بعد نشرها في أوعية النشر العلمي المتعارف عليها في المجتمعات العلمية.

الأمل الكاذب

    لا يجب على الباحث أن يجعل المستهدفين يعتقدون من خلال أسئلته أو وعوده المباشرة بأن الأمور سوف تتغير لصالحهم بسبب مشاركتهم في بحثه أو مشروعه الذي يجريه؛ حتى لو اعتقد أن الأمر سيضمن تعاونا أكبر من طرف أفراد العينة، وذلك أن إعطاء الباحث لوعود خارج نطاق بحثه يتعتبر تحايلا غير مقبول.

    ومن الأمثلة على الأمل الكاذب تلك الدراسات التي توجه لأفراد من تجمعات سكانية مهمشة، والتي يمكن للباحثين فيها أن يدعوا بأن نتائج بحوتهم ستصل إلى الجهات الرسمية التي من شأنها أن تتدخل بناء على ذلك لتحسين الظروف المعيشية لهذه التجمعات.

الملائمة

    وهي اهتمام الباحث بتقييم قدراته المعرفية والوقتية، بحيث لا يتقدم في دراسته سوى إلى تلك المواضيع التي يعتقد أنها تتلائم مع قدراته وخبراته، وذلك لأن العمل على محاور تتجاوز خبرة الباحث من شأنه أن يزيد من احتمالية الحصول على نتائج غير دقيقة.

    وقد ترتبط نتائج البحوث العلمية بقرارات سياسية أو اجتماعية أو طبية فإن عدم الدقة فيها بسبب نقص الخبرة البحثية أو القدرات المعرفية سيزيد من إمكانية اتخاذ قرارات خاطئة وبالتلي عواقب وخيمة على مختلف الأصعدة.

موقف لا أخلاقي: تعد دراسة توسكيجي لمرض الزهري (1932-1972) من بين أكثر المواقف المخزية في تاريخ البحث العلمي، حيث تم فيها رصد (600) أمريكي أفريقي من الذكور عن كثب لمدة (40) عامًا، وأصيب (400) منهم بمرض الزهري دون أن يخبرهم أحد بهذا ولم يتم علاجهم، فمات الكثير منهم خلال الدراسة، ولم تتوقف الدراسة إلا بعد انتششارها وذيوع صيتها، وقد قدم الرئيس الأمريكي بيل كلنتون في عام (1997) اعتذارًا خاصًا ورسميًا لجميع المصابين وأسرهم.

المرجع

    جخدل، سعد الحاج (2019). الأطر التمهيدية للبحوث العلمية من الشغف إلى الفرضية. عمان: دار البداية ناشرون وموزعون.

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة