JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

العلم Science

 

    إن تناول موضوع العلم كرديف لعنصر المعرفة العلمية هو كالحديث عن تسمية المولود بعد ولادته، ذلك أن العلم حتى ولو كان في جوهره لا يعدو أن يكون معرفة علمية بنسق خاص، إلا أنه هو من يهبا هويتها وذلك انطلاقا من تعريف العلم بأنه المنهج.

    وصفة المنهج صفة أساسية في العلم؛ فهي وحدها من تميزه عن المعرفة الخام، حتى أنه يمكن تعريف العلم عن طريقه؛ وبذلك نميزه عن أنواع المعرفة الأخرى التي تفتقر إلى التخطيط والتنظيم.

تعريف العلم

    هو مجموع مسائل وأصول كليّة تدور حول موضوع معين أو ظاهرة محددة وتعالج بمنهج معين ينتهي بها إلى نظريات وقوانين محددة.

    ويُعرف بأنه الاعتقاد الجازم المطابق للواقع وحصول صورة الشيء في العقل.

    وينظر للعلم على أنه منظومة من المعارف المتناسقة التي يعتمد في تحصيلها على المنهج العلمي دون سواه أو مجموعة المفاهيم المترابطة التي يتم بحث عنها والتوصل إليها بواسطة هذه الطريقة.

    ويمكن تعريف العلم بأنه نسق شبكي من المعارف القابلة للاختبار والمنظّمة ضمن نماذج ونظريات محددة، والمترابطة بقوانين مُدركة تم الوصول إليها باستخدام مناهج شائعة.

أركان العلم

    يقوم العلم على خمس أركان، وهي:

  • أولًا: النسقية الشبكية حيث أن وجود كم معين من المعارف ضمن حقل معرفي ما لا يؤهله بالضرورة لأن يوصف العلم ما لم تكن هذه المعارف متناسقة ومترابطة فيما بينها على هيئة الشبكة التي تؤسس العقدة المعرفية فيها لعقدة اخرى.

  • ثانيًا: قابلية الإختبار تتميز العقد المعرفية التي تشكل بُنية العلم بكونها قابلة للرصد وإعادة الاختبار باستخدام أدوات موضوعية؛ لذا جرى استبعاد تلك الأوصاف الذاتية من دائرة العللم لاستحالة قياسها أو ملاحظتها.

  • ثالثًا: النماذج والنظريات اتساق المعرفة وقابليتها للملاحظة لا يكفيان لكي توصف بالعلمية ما لم تكن مرتبطة بنماذج أو نظريات معرفية محددة.

  • رابعًا: القوانين المدرّكة المعرفة التي لا تشكل قوانين تسمح بفهم الظواهر والتنبؤ بتغيراتها لاحقا؛ مهما بلغت من التنظيم والتناسق ليست مؤهلة لتشكل علما؛ حيث أن القانون يعتبر غاية جوهرية في كل علم.

  • خامسًا: المناهج الشائعة هناك من المناهج العلمية مم من حققت شبه اجماع على أحقيتها بإنتاج وبناء العلم، وخصوصًا تلك المرتبطة منها بالأسلوب الإستقرائي، حيث أن المعرفة التي يتم الوصول إليها بدون منهج واضح ومعروف ستظل في حالة ما قبل العلمية.

غاية العلم

    يمكن تقسيم غايات العلم إلى أربع غايات، وهي كما يلي:

الوصف والتصنيف

    يسعى العلماء إلى تجريد الوقائع الطبيعية منها والإنسانية، وذلك من أجل الإحاطة بخصائصها وتحديد ماهيتها بغية تجميعها ضمن وحدات متشابهة وتصنيفها عبر مجالات علمية مختلفة تُسهل تعامل الباحثين معها فيما بعد.

    والوصف والتصنيف غاية العلم الأولى، ووظيفة الوصف بالأساس هي تحديد مفاهيم الظاهرة المدروسة وتجريدها من عناصرها الدخيلة، من أجل عزلها وتهيئتها لتكون محل تطبيق لأهداف العلم الأخرى.

الفهم والتفسير

    يسعى العلم دائما إلى تفكيك بنية الظواهر والوقائع من أجل فهم نظام عملها وقواعد حركتها، ليفسر كيف تعمل وتتفاعل هذه الظواهر، ويكشف عن مختلف العلاقات القائمة بين هذه الظواهر ويحدد أسباب الفعل فيها.

    وإذا كان الوصف يحاول الإجابة عن سؤال الماهية؛ فإن الفهم يحاول الإجابة عن أسئلة من قبيل: كيف،ولماذا، ما سبب، وذلك من أجل الوصول إلى تعميمات وتفسيرات علمية لمختلف الظواهر.

الضبط والتحكم

    يشكلان الضبط والتحكم الوظيفة الأكثر طلبا من طرف المجتمعات، حيث أن هذه الغاية هي الوحيدة من بين كل عابات العلم التي تسعى إلى إحداث أثر عملي في الظاهرة؛ مما يحبب الناس فيها ويجعلها ميزة العلم الوحيدة في وعيهم.

    ويشير الضبط والتحكم إلى محاولة الإحاطة بعناصر الظاهرة ومراقبتها ومن ثم التحكم فيها كلما تطلب الأمر ذلك؛ ولن يتأتى هذا إلا إذا تحققت غاية الفهم والتفسير، فهي من تهب المعرفة اللازمة لوظيفة التحكم من أجل معالجة الظروف المحيطة لهذه الظاهرة أو تلك.

التقدير والتنبؤ

    ويسعى العلم إيضا إلى تقديم تقديرات وتنبؤات صحيحة لمختلف الظواهر والوقائع، وتعتبر هذه الوظيفة نتيجة حتمية لباقي وظائف العلم السابقة، فإن وُفّق العلم في تحقيق غايات الوصف والتفسير حتما سيصل إلى تنبؤات صحيحة.

    ويختلف التقدير عن التنبؤ من حيث اعتبار أن التقدير جزء من التنبؤ، ومثال ذلك: التنبؤ بهطول المطر وتقدير كمياته أو التتبؤ بنجاح مشروع ما وتقدير حجم فوائده؛ إلا أن التقدير عمليًا أدق وأصعب من التنبؤ.

تصنيف العلوم

    من أبسط تصنيفات العلوم تصنيفها حسب الموضوع، حيث أن العديد من مصنفي العلوم قد رأوا بأن العلوم هي أحد النوعين: أما علوم طبيعية أو علوم إنسانية.

    وتهدف العلوم الطبيعية إلى مساعدة الإنسان على فهم وتفسير الطبيعة وذلك من أجل تطويعها وبسطها أمام طموحه الكبير في التحكم في عناصرها، ونظرا لهذا الخاصية فقد وُصفت هذه العلوم إلى وقت قريب بالعلمية دون غيرها.

    وفي الجهة الأخرى من هذا التصنيف نجد ما يسمى بالعلوم الإنسانية؛ والتي لم تنل الاعتراف بعلميتها ولم تحضى بقيمتها إلا بعد أن عجزت العلوم الطبيعية عن إرضاء الطموح المتمدد للإنسان، والعلوم الإنسانية بهذا هي تعبير عن الخبرات، والسلوكات، والبُنى الاجتماعية، والنشاطات المرتبطة بالبشر وتفسيرها.

    وتستلهم العلوم الإنسانية من النقد العلمي الموضوعي والواعي للوجود البشري ومدى ارتباطه بالحقيقة، فالسؤال الذي يدور حوله العلم "ما هي الحقيقة؟"، والسؤال الجوهري الذي تطرحه دراسة العلوم الإنسانية " ما هي حقيقة الإنسان؟.

المرجع

    جخدل، سعد الحاج (2019). الأطر التمهيدية للبحوث العلمية من الشغف إلى الفرضية. عمان: دار البداية ناشرون وموزعون

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة