JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الموضوعية في البحوث العلمية Objectivity in scientific research


    تواجه البحث العلمي العديد من التحديات المرتبطة بالباحثين في مختلف مجالاته، فأحيانًا ما يخفق هؤلاء الباحثين في آداء مهامهم البحثية بسبب استسلامهم لتحيّزاتهم المسبقة أو آرائهم الشخصية.

    وذلك لأنهم لم يحترموا تلك الأطر الفنية والمنهجية التي تُظهر لهم آلية ممارسة العملية البحثية وكيفية الوصول إلى الحقائق العلمية؛ والتي تقوم في فلسفتها على فكرة الموضوعية.

تعريف الموضوعية

    تنص فكرة الموضوعية على أن الباحثين لابد أن يسعوا جاهدين إلأى إقصاء التحيزات الشخصية والالتزامات المسبقة والتفاعل العاطفي مع القضايا محل الدراسة والبحث.

    ويشير داستون وجاليسون  (daston & Galison) إلى أن الموضوعية شديدة الصلة بثبات وقابلية النتائج المتوصل إليها لإعادة الاختبار من قبل طرف محايد.

    وتُعنى الموضوعية إبداء الرأي استنادًا إلى قرائن ودلائل تملك من الصحة الشمول والمنطق ما يكفيها لتكوين رأي متماسك حول الموضوع.

    وتُعرف الموضوعية في مجال البحث العلمي بأنها: محاولة إقصاء الذات لصالح الموضوع، أثناء عملية جمع المعلومات أو تفسيرها وذلك من خلال الإلتزام بالقواعد المنهجية المشتركة، وتقديم البراهين المنطقية.

أهمية الموضوعية

    إن اتخاذ المواقف الموضوعية في شتى القضايا البحثية له تأثير بعيد المدى، فهي:

  • تساعد الباحث على رؤية الأشياء كما هي بالفعل أو على الأقل من وجهة نظر مختلفة.

  • تعمل على تحييد العاطفة؛ مما يفسح مجالًا أوسع للتفكير بعقلانية.

  • توفر منطقة محايدة بإجراء مناقشة عادلة.

  • نتائجها أكثر واقعية، وأقرب إلى احتمالية وجود حلول مقبولة للخلافات التي تطال القضايا محل البحث.

  • تسمج باسترجاع ومراجعة النتائج والتجارب، ورؤية الأشياء من جديد سواء من طرف الباحث نفسه أو من طرف غيره من الباحثين.

  • تقرب الباحث من إصدار أحكام وقرارات سليمة من خلال ابتعاده عن التحيز الذي يقوم على نهج إدراكي مسبق يبنى على تجارب سابقة.

تحقيق  الموضوعية

    تتحقق الطريق إلى الموضوعية من خلال ما يلي:

  • التزام الباحث بالقواعد المنهجية التي تصدرها المجتمعات والمؤسسات العلمية.

  • الإستعداد والتهيؤ النفسي للإلتزام بالموضوعية قبل الإنطلاق في البحث.

  • إلا يكتفي الباحث أثناء ملاحظاتها للظواهر محل الدراسة بحواسه فقط، بل عليه أن يدعمها باستخدام وسائل تسجيل حديثة (صور، وفيديوهات، مقاطع صوتية،...).

  • تجنب تضمين الملاحظات أي افتراضات أو تفسيرات أو آراء أو تخمينات لا يملك حولها دليلًا.
  • أن يحدّ الباحث من تدخل ميوله الشخصية ويمنعها من أن تفرض عليه نوعًا من الاختيار أو المفاضلة، فقد يتطلب الأمر منه أن يتحلى بروح نقدية باتجاه مزدوج؛ نحو الذات ونحو الواقعة.

    يجب على الباحث أن يمتلك أداة النقد حتى يوصف بالموضوعية، كون الروح النقدية تؤدي إلى الحكم الصحيح نتيجة الحذر والتشكيك قبل إصدار الحكم، كما تلزم الباحث الاإبتعاد عن الأحكام والتجارب االشخصية ومؤثرات البيئة الاجتماعية والميول الفردية.

    وأن يقبل الباحث بأن يُحكم على عمله من طرف زملائه؛ حيث أن التبادل المعمم للنقد ضروري للإبقاء على درجات عالية من الموضوعية.

    ورغم إمتلاك الباحث لمختلف الأدوات المساعدة على الإقتراب من الموضوعية إلا أنه مطالب بالإنتباه إلى بعض المحاذير التي من شأنها أن تحيد به عن جوهر الموضوعية، نذكر منها:

  1. القراءة السطحية للقضايا المطروحة للبحث والنقاش.
  2. القراءة المجزوءة بما تشمله من انتقاص وإهمال لجوانب مهمة ومؤثرة فيها.
  3. تحوير وتشويه القضية البحثية على غير ما طرحت به.
  4. شخصنة المواقف والآراء.
  5. إهمال سياق نشوء القضية البحثية وظروف تكونها ونموها أو تلك المحيطة بها.
  6. القراءة والحكم بأثر رجعي.
  7. تغليب الفروع وتضخيمها على حساب الأصول وجعلها أساس بناء الموقف والرأي.

المرجع

جخدل، سعد الحاج (2019). الأطر التمهيدية للبحوث العلمية من الشغف إلى الفرضية. عمان: دار البداية ناشرون وموزعون.

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة