يبدأ الفرد تعلمه وتلمسه للأشياء عن طريق الحواس، فيتعرف على الأشياء المادية في مراحل نموه الأولى، ثم تتطور المعرفة لديه بتطور نموه العقلي وحواسه، وتزداد خبرة المتعلم كلما استخدم أكثر من حاسة.
والتعلم المثمر يأتي عن طريق اكتساب الخبرات المباشرة، ولا يعني هذا اهمال الخبرات غير المباشرة، بل كلاهما ضروري للتعلم، ولكن قد يصعب الاتصال المباشر بمادة التعلم، لذا لا بد من وسيلة تقرب المفهوم، وتساعد على الوصول إلى الهدف، وتذلل الصعوبات التي تحول دون اتصال المتعلم لمادة التعلم بطريقة مباشرة، فكانت الوسائل التعليمية.
تعريف الوسائل التعليمية
وتعرف أيضًا بأنها كل أداة يلجأ إليها المعلم من أجل إثراء الموقف التعليمي بالمعنى والوضوح.
أهمية الوسائل التعليمية
كان ينظر إلى الوسيلة التعليمية على أنها مجرد أدوات تساعد المعلم في أداء درسه، ولكنها اليوم اصبحت أمرًا ملازمًا وضروريًا لا يمكن الاستغناء عنه؛ لأن الوسيلة توفر الوقت والجهد، وتختصر الزمن والمعاني عن طريق الرموز، وتعطي المتعلم فكرة شاملة ومكثفة لما يريد أن يتعلمه في أقصر وقت وأقل جهد.
وتكمن أهمية الوسائل التعليمية في ما يلي:
- تقدم للمتعلمين أساسًا ماديًا للإدراك الحسي، ومن ثم فهي تقلل من استخدامهم الألفاظ التي لا يفهمونها.
- تثير اهتمام المتعلمين كثيرًا، وباساتخدام الوسيلة الجيدة يجد المتعلمين مجالًا للتحرر من القيود التي تفرض عليهم، ويمارسون أعمالهم ويتصرفون بشكل أقرب إلى السلوك الطبيعي منه إلى السلوك المفروض.
- الوسيلة الجيدة تجعل ما يتعلمه المتعلمين باقي الأثر.
- استثارة النشاط الذاتي للطلبة، فمما لا شك فيه أن استخدام الوسيلة التعليمية يشبع رغبة المتعلمين في التعرف على الأشياء بأنفسهم.
- تنمي في المتعلمين استمرار الفكر، كما هو الحال عند استخدام الصور المتحركة والرحلات والتمثيليات.
- تسهم في نمو المعاني، ومن ثم نمو الثروة اللفظية واللغوية للمتعلم.
- تقدم خبرات لا يسهل الحصول عليها عن طريق أدوات أخرى، وتسهم في جعل ما يتعلمه الطلبة أكثر كفاية وعمقًا وتنوعًا.
أنواع الوسائل التعليمية
- وسائل بصرية: وتشكل هذه الوسائل نسبة كبيرة من الوسائل التعليمية، وتشمل الصور المسطحة الفوتوغرافية والصور المتحركة والأشرطة بأنواعها، والانترنت بتفرعاته.
- وسائل سمعية: مثل الاسطونات، والبرامج الإذاعية، والتسجيلات الصوتية، والمختبرات اللغوية.
- وسائل سمعية بصرية: كالإذاعة المرئية (التلفزيون)، ودار السينما، وغيرها.
تصنيف الوسائل التعليمية
تم تصنيف الوسائل التعليمية حسب قربها للواقع والتجريد في اكتساب الخبرة، وهي كما يلي:
- الخبرات المباشرة:وهي قيام المتعلم بالممارسة الفعلية، أي اكتساب الخبرات عن طريق العمل المباشر والنشاط الإيجابي، وهنا يتقرب المتعلم من الواقعية في اكتساب المعلومات والمفاهيم المختلفة.
- الخبرات المصورة: وهي اكتساب المتعلم عن طريق مشاهدة المصورات والأفلام الثابتة والمتحركة، ولا يقوم المتعلم بممارسة فعلية لاكتساب الخبرات، ويكون مفاهيم بصرية ذهنية فقط.
- الخبرات المجردة: أي اكتساب الخبرات غير المباشرة عن طريق الألفاظ المجردة التي لا تحتوي على صفات المادة التعليمية شكلًا ولونًا وطعمًا ورائحة.
وظيفة الوسائل التعليمية
بدأ النظر للوسائل التعليمية على أنها وسيلة إيضاح فقط، أي يلجأ المعلم إلى الوسيلة لتوضيح فكرة غامضة أو كعمل إضافي يقوم به ليثبت أنه معلم مبدع.
ثم تطورت وظيفة الوسائل التعليمية، إذ أنها تثري الموقف التعليمي، وتثري المعلم نفسه وظيفيًا وعلميًا، كما أنها تعمل على تنمية جوانب عديدة في شخصية المتعلم.
المرجع
أبو الضبعات، زكريا اسماعيل (2009). أعداد وتأهيل المعلمين- الأسس التربوية والنفسية. الطبعة الأولى، عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.