تختص الأهداف المعرفية بالمعلومات والمفاهيم حيث تكون الأهداف معرفية تقتضي تعديلات في السلوك اللفظي أو المعرفي للمتعلم، وتتعلق بالمعرفة العلمية من مفاهيم وقوانين وقواعد ونظريات.
وهي أكثر الأهداف التعليمية شيوعًا في التعليم، فمنها ما ركز على اكتساب المعرفة أو المعلومات، ومنها ما ركز على تطبيق وتحليل المعرفة، ومنها ما كرز على تركيب وتقويم المعرفة.
وبين بنجامين بلوم (Benjamin Bloom) أن المجال المعرفي يشمل ستة مستويات رئيسة، وهي:
التذكر
وهو أدنى مستوى في هذا المجال، وتقتصر أهداف هذا المستوى على التذكر والمعرفة، والتذكر لا يعني تذكر الحقائق النوعية فحسب، بل يشمل تذكر تعريف المصطلحات والمفاهيم والعمليات والاتجاهات وحركة الظواهر وفقًا للزمن والتقسيمات والتصنيفات والأنواع والطرق والأساليب المنهجية والمبادئ والتعميمات.
ومن الأمثلة على أهدف التذكر والمعرفة ما يلي:
- أن يذكر المتعلم ثلاثة عناصر كيميائية.
- أن يكتب المتعلم الأسم المناسب لكل جزء من أجزاء الدارة الكهربائية.
ومن الأفعال التي تساعد على صياغة أهداف تتعلق بهذا المستوى هي:
يحدد، يصف، يعرف، يعدد، يسمي، يتلو، ... الخ.
ويعتقد الكثير من المختصين أن التركيز على هذا المستوى يؤدي إلى اختصار التعلم أو الإهتمام بالألفاظ والحفظ دون المعنى بخلاف المستويات اللاحقة.
الفهم
يقصد بالفهم العرض على المتعلم معلومات معينة فإنه من المتوقع أن يعرف ما تعنيه، ويستطيع أن يستخدم المواد أو الأفكار المتضمنة، وبدون الفهم لا يستطيع الفرد ممارسة القدرات العقلية الأعلى من تطبيق وتحليل وتركيب وتقويم.
ومن ذلك مثلًا القدرة على ترجمة أو تحويل مادة التعلم من شكل لآخر، وتفسيرها وشرحها بإسهاب أو في إيجاز أو التنبؤ منها بأشياء معينة.
التطبيق
يقصد بالتطبيق استخدام التجريدات في مواقف جديدة، وقد تكون التجريدات في صورة أفكار عامة أو قواعد عمل أو مبادئ أو نظريات، والتي سبق وأن تعلمها المتعلم على مستوى المعرفة والفهم.
وينظر إلى التطبيق باستمرار على أنه مؤشر للتمكن بدرجة كافية من المادة الدراسية، ويوجد فرق بين التطبيق والاستيعاب، إذ أن مشكل في مستوى الاستيعا بتحتاج من المتعلم ان يعرف أحد التجريدات والقوانين على درجة كافية لجعله يبين استعمالها إذا ما طلب منه ذلك بصورة محددة.
والتطبيق يتطلب خطوة أبعد حيث إذا اعطى الطالب مسألة جديدة عليه، فإنه سيطبق التجريد دون الاضطرار إلى تلقين أو توجيه لكيفية استعمال التجريد في الموقف الجديد.
التحليل
هو تطوير مهارات وقدرات المتعلم على تجزئة وتفكيك المعرفة المكتسبة، ويعد أحد الإهتمامات الكبرى لعملية التعلم.
فالتحليل الناقد لمحتوى الشيء المقروء أو المسموع أو المشاهد يعد أمرًا ضروريًا لإصدار الحكم عليه وتقويمه، ويتطلب التحليل من المتعلم أن يتعمق في فهم مادة الإتصال واستيعابها من خلال التحليل لأجزائها وعناصرها.
فعلى سبيل المثال قد يتوقع من المتعلم في مادة العلوم أن يفحص المفاهيم العلمية عندما لا تكون هذه المفاهيم محددة صراحة لواسطة الكاتب، وعلى ذلك فالمتعلم في التحليل ليس فقط مطالبًا بأن يفهم ما حدده الكاتب صراحة، ولكن عليه أن يذهب إلى أبعد من ذلك ليحدد ما لم يعلنه الكاتب صراحة.
فالتحليل هو القدرة على تكوين فكرة عن شكل وتنظيم منطقية مادة معينة من خلال التعرف على عناصرها المعلنة والضمنية.
ويقصد بالتحليل تحليل موضوع التعلم إلى مكوناته أو أجزائه الي يتألف منها بحيث يتضح الترتيب الهرمي للافكار والمعاني أو العلاقات بين الأفكار.
ويتقسم مستوى التحليل إلى ثلاث فئات، وهي:
- تحليل العناصر.
- تحليل العلاقات.
- تحليل المبادئ المنظمة.
ومن الأمثلة على أهداف التحليل ما يلي:
- أن يحدد الطالب التفاصيل في نص ما.
- أن يعيد الطالب صياغة العلاقات بين الأفكار المتضمنة في النص.
- أن يميز الطالب بين الفلزات واللافلزات.
- أن يستنتج الطالب أثرمرور التيار الكهرباء في السلك.
التركيب
يعرف التركيب بأنه القدرة على تجميع الأجزاء لتكوين كل متكامل، فالمتعلم هنا يتعامل مع الأجزاء أو العناصر ينظمها ويكون منها بناء أو بموذجًا أو نمطًا لم يكن واضحًا أو معروفًا من قبل.
ويتطلب مستوى التركيب من الطالب سلوكًا ابنكاريًا أصيلًا، وهذا المستوى في المجال المعرفي يتطلب بوضوح وأكثر من غيره سلوكًا خلاقًا من جانب المتعلم، غير أنه لا بد من التاكيد أن هذا لا يعني حرية كاملة في التعبير الخلاق.
ولأهداف التركيب بوجه خاص أهمية تربوية كبيرة إذ أنها:
- تؤكد التعبيرات الشخصية الفردية.
- تؤكد الاعتماد على الذات في التفكير والسلوك.
- تظهر المتعلم كمنتج وليس كمستهلك.
- تساعد على جعل المتعلم أكثر دوامًا على التعلم؛ لأنها تتضمن حل مشاكل حقيقية، ومن المحتمل أن تجعل الطالب أكثرقدرة على تطبيق عمليات حل المشكلة على مواقف جديدة.
ومن الأفعال الشائعة في كتابة أهداف التركيب ما يلي:
يضع تصميمًا معينًا، يعدل، ينظم، يضح خطة، يؤلف، يركب، يعيد تنظيم، يعيد ترتيب، يعيد كتابة.
التقويم
يقصد بالتقويم إصدار حكم حول قيمة المحتوى، وهذه الأحكام قد تكون كمية أو كيفية لتحديد مدى ملاءمة المحتوى لمحكات معينة، والتقويم عملية متأخرة في التعامل مع أنواع السلوك المعرفي.
ويأتي التقويم في المرتبة الأخبرة من المجال المعرفي؛ لأنه ينظر إليه على أنه يتطلب إلى حد ما جميع أنواع مستويات السلوك السابقة إلا أنه ليس بالضرورة الخطوة الأخيرة في التفكير أو حل المشكلات.
وفي بعض الحالات يسبق التقويم عملية اكتساب معلومات جديدة كما قد يسبقه محاولة في الفهم أو التطبيق أو التحليل أو التركيب.
والتقويم يختلف عن الراي، فالرأي وإن كان يشبه التقويم في أنه يتضمن حكمًا إلا أن هذا الحكم يصدره الفرد دون أن يكون مدركًا تمامًا للأسس والمعايير التي تقوم عليها عملية التقويم، وأما التقويم فالرد يصدر أحكامه في ضوء معايير محددة وواضحة في ذهنه وفي ضوء فهم وتحليل كافٍ للظاهرة موضع التقويم.
وينقسم مستوى التقويم إلى:
- الحكم في ضوء المحكات الداخلية.
- الحكم في ضوء المحكات الخارجية.