تعكس عادات العقل قدرة الفرد على امتلاك ذخيرة من المهارات يختزنها ويحتفظ بها ويمارسها، وتظل قابلة للتوسع باستمرار والتي تستند إلى النظرية المعرفية حيث تركز على العمليات التي تجري داخل الفرد، مثل: التفكير والتخطيط واتخاذ القرار.
وتتيح عادات العقل الفرص أمام الفرد للإبداع وذلك بالتعبير عن الأفكار وطرح الأسئلة والقضايا المرتبطة بجوانب حياته، وكيفية التصرف عندما لا يعرف الإجابة، وذلك بملاحظة مقدرة الفرد على إنتاج المعرفة أكثر من مقدرته على استرجاعها وتذكرها.
تعريف عادات العقل
يعرّف كوستا وكاليك ( Kallick & Costa ) عادات العقل بأنها: العادات التي تدير وتنظم وترتب العمليات العقلية، وتضع نظام الأولويات السليم لهذه العمليات.
ويرى بيركنز (Perkins) أن عادات العقل نمط من السسلوكات الذكية يقود المتعلم إلى أعمال إنتاجية، فهذه العادات تتكوّن نتيجة لاستجابات الفرد إلى أنماط معينة من المشكلات والتساؤلات التي تحتاج إلى تفكير وبحث وتأمل.
ويعرف جولمان وجلاتورن وبراين (Goleman, Glatron & Brain) عادات العقل بأنها: اعتماد الفرد على استخدام أنماط معينة من السلوك العقلي يوظف فيها العلميات الذهنية عند مواجهة خبرة جديدة أو موقف ما، بحيث يحقق أفضل استجابة وأكثرها فاعلية، وتكون نتيجة توظيف هذه المهارات أقوى وذات نوعية أفضل وأهمية أمبر وسرعة أكثر عند حل المشكلات أو استيعاب الخبرة الجديدة.
وينظر إلى عادات العقل على أنها أنماط من الشلوك الذكي تدبر وتنظم وترتب العمليات العقلية، وتتكون من استجابات الفرد إلى أنماط معينةمن المشكلات تحتاج إلى تفكير وتأمل، وأن هذه الاستجابات التي تتحول إلى عادات بفعل التدريب والتكرار.
وصف عادات العقل
السمة المهمة جدًا لعادات العقل ليس فقط امتلاك المعلومات بل معرفة كيفية العمل عليها واستخدامها أيضًا، فعادات العقل محط اهتمام المربين، وظهر ذلك من خلال استخدامها في المنهاج، ومن المناهج التيي تبنت عادات العقل:
- المنهاج الوطني البريطاني: والذي تبنى كل من عادات العقل الآتية:
- حب الاستطلاع.
- احترام الأدلة.
- إرادة التسامح.
- المثابرة.
- التفكير الإبداعي.
- الانفتاح العقلي.
- الحس البيئي السليم.
- التعاون مع الآخرين.
- منهاج ولاية نيوجرسي الأمريكية:
والذي حدد ستة أهداف تربويية في مجال عادات العقل التي ينبغي تحقيقها عند الطلبة على النحو الآتي:
- استخدام التفكير الناقد واتخاذ القرار ومهارات حل المشكلات.
- مهارات في الإدارة الذاتية.
- تطوير مهارات التخطيط للحياة وسوق العمل.
- تحسين الصحة والوقاية من الأمراض.
- تحسين المهارات الحياتية.
- الابتعاد عن التبغ وكل ما هو ضار.
- مشروع (2061 ) في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا:
- النزاهة.
- المثابرة.
- الإنصاف.
- حب الاستطلاع.
- الانفتاح على الأفكار الجديدة.
- التخيل.
- التشكيك المبني على المعرفة.
- مهارات الاستجابة النقادة.
خصائص عادات العقل
يمكن إدراك مفهوم عادات العقل من خلال الخصائص التي تتمتع بها هذه العادات، والتي أوردها كوستا على النحو الآتي:
- القيمة: وتتمثل في اخيار نمط السلوك الفكري المناسب والأكثر ملاءمة للتطبيق دون غيره من الأنماط الفكرية الأقل إنتاجًا.
- وجود الرغبة أو الميل: وتتمثل في الشعور بالميل لتطبيق أنماط السلوك الفكري المتنوعة.
- الحساسية: ويكون ذلك عن طريق إدراك وجود الفرص والمواقف الملائمة للتفكير واختيار الأوقات المناسبة للتطبيق.
- امتلاك القدرة: وتتمثل في امتلاك المهارات الأساسية والقدرات التي يمكن عن طريقها تطبيق أنماط السلوك الفكري المتعدد.
- الالتزام أو التعهد: ويتم ذلك عن طريق العمل على تطوير الأداء الخاص بأنماط السلوك المختلفة الني تدعم عملية التفكير ذاتها.
- السياسة: وهي اندماج الأنماط العقلانية في جمييع الأعمال والقرارات والممارسات ورفع مستواها، وجعل ذلك سياسة عامة للمؤسسة التربوية ولا ينبغي تخطيها.
شرح عادات العقل
- المثابرة: وتعني القدرة على بناء منهجيات واستراتيجيات عديدة ومتنوعة على المواجهة والتصدي والتحدي والمواظبة لمختلف الاهتمامات دون كلل أو ملل.
- التحكم بالتهور: وتتضمن امتلاك القدرة على التاني والصبر والمصابرة، وهذه العادة تساعد الفرد على بناء استراتيجيات محكمة لمواجهة الحقائق واستخدام البدائل المحتملة، والابتعاد عن التهور والتسرع والفورية وقبول أي شيء يرد إلى الذهن.
- الإصغاء بتفهم وتعاطف: الإصغاء هو بداية الفهم والتحكم وهو فعل نقدي تأملي وعمل ذهني معقد يتضمن كثيرًا من الفعاليات والقدرات الذهنية، وكلما زادت قدرة الفرد على الإصغاء زادت قدرته على التعاطف مع الآخرين.
- التفكير بمرونة: وهي فن معاجلة معلومات بعينها على خلاف الطريقة التي اعتمد سابقًا في معالجتها، فهي تُعني القدرة على استهدام طرق غير تقليدية في حل المشكلات ومواجهة التحديات.
- التفكير في التفكير (فوق المعرفي): وهو أن يصبح الفرد أكثر إدراكًا لأفعاله ولتأثيرها على الآخرين وعلى البيئة.
- الكفاح من أجل الدقة: وهو شرط أساسي من الشروط الباعثة على بناء الروح النقدية لدى الفرد وتمكنيه من إنتاج معرفة عالية الجودة فائقة النوعية.
- التساؤل وطرح المشكلات: يجب تعليم الأطفال فن التسساؤل وطرح المشكلات وإعادة بنائها، والأطفال أحيانًا يطرحون مشكلات افتراضية تتميز بالأسئلة التي تبدأ بكلمة "إذا".
- تطبيق المعارف الماضية على أوضاع جديدة: إن توظيف المعرفة والاستفادة منها شكل متقدم من أشكال الذكاء المرتبط بعادات العقل، فالأفراد الأذكياء يتعلمون من التجارب وعندما تواجههم مشكلات جديدة محيرة تراهم يلجأون إلى ماضيهم ويستخلصون منه تجاربهم.
- التفكير والتواصل بوضوح ودقة: تركز هذه العادة على أهمية التواصل اللغوي، حيث تلعب مقدرة الفرد على تهذيب وتشذيب اللغة دورًا مهمًا في تعزيز خرائطه المعرفية وقدراته على التفكير النقدي الذي يشكل القاعدة المعرفية لأي عمل ذي فاعلية.
- جمع البيانات باستخدام الحواس: من خلال الحواس يتم تنمية القدرات الحسية للفرد في عملية بناء المعرفة.
- الإبداع والخيال والتجديد: وهي محاولة تصور حلولة للمشكلات بطريقة مختلفة بانفتاح على الإمكانات البديلة من عدة زوايا، ويقوم المبدعون على المخاطرة وكثيرًا من يوسعون حدودهم المدركة، وإنهم منفتحون على النقد ويقدمون منتجاتهم للآخرين كي يحكموا عليها ويقدموا تغذية راجعة، والإبداع عادة ذهنية وعقلية مرهونة بالوسط الذي يعيش به الفرد، ويمكن من خلال التجربة والممارسة والتعليم أن نجعل الطفل قادرًا على الابتكار والإبداع.
- الاستجابة بدهشة ورهبة: أن يستمتع الفرد ويسعى إلى المشكلات ليحلها بنفسه، وتبلغ متعته في مواجهة تحدي حل المشكلات لدرجة أنه يسعى وراء المعضلات والأحاجي التي قد تكون لدى الآخرين، ويواصل التعلم مدى الحياة.
- المسؤولية والإقدام على مخاطرها: توجيه الأطفال إلى ضرورة الإقدام والجرأة واستخدام العقل، وتقوية رغبتهم في المخاطرة أو المغامرة حتى يخطئ وبالتالي يتعلم.
- التفكير التبادلي: حل المشكلات أصبح على درجة عالية من التعقيد لدرجة أن لا يستطيع أن يقوم الفرد به لوحده، وإن العمل في مجموعات يتطلب القدرة على تبرير الأفكار واختيار مدى صلاحيات استراتيجيات الحلول على الآخرين، ويتطلب أيضًا تطوير استعداد وانفتاح يساعد على تقبل التغذية الراجعة من صديق ناقد؛ وبالتالي تطوير القدرة المتزايدة على التفكير بالاتساق وتبادل مع الآخرين.
- الاستعداد الدائم للتعلم: التعلم المستمر مدى الحياة وتعلم التعلم المستمر هو شعار ترفعه اليوم المؤسسات التربوية الحديثة، والتعلم المستمر أمر يمكن تأصيله في العقل عادة تتصف بطابع الديمومة والاستمرار.
- إيجاد الدعابة: وهي قدرة الفرد على تقديم نماذج من السلوك التي تدعو إلى السرور والمتعة، حيث وجد أن الدعابة تحرر الطاقة، وتثير مهارات التفكير عالية المستوى مثل التوقع المقرون بالحذر، والعثور على علاقات جديدة والتصور البصري وعمل تشابهات.