JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

التربية Education

 

    تُعد التربية من ضروريات الحياة الإنسانية، حيث منذ وجد الإنسان على وجه الأرض، حاول بناء العلاقات الاجتماعية مع غيره من البشر، وهذا جعل منه إنسانًا متكيفًا ومنسجمًا مع غيره، وبالتالي فإن هذا بدوره ساعده على البقاء والتكيف حيث استمر في ذلك ونقل الثقافة إلى أبنائه.

    واختلف مفهوم التربية كثيرًا بين الأمم والشعوب بسبب الاختلاف والتنوع، ونظم الحياة والعقائد والمبادئ والأهداف، كون لكل مجموعة طريقتها الخاصة في الأسلوب والمعيشة، وتدريب أجيالها الجديدة على الحياة.

تعريف التربية

    معنى التربية اصطلاحًا التنشئة والتنمية، وهناك تعاريف للتربية باختلاف نظرة المربين وفلسفتهم في الحياة، وفيما يلي بعض لأهم تعاريف للتربية:

عرف إسماعيل القباني التربية بأنها: مساعدة الفرد على تحقيق ذاته حتى يبلغ أقصى كمالاته المادية والروحية في إطار المجتمع الذي يعيش فيه.

    وينظر الفيلسوف الألماني أمانويل كنت (Immanuel  Kant) للتربية على أنها: ترقية لجميع أوجه الكمال التي يمكن ترقيتها في الفرد.

    ويرى رفاعة الطهطاوي أن التربية هي التي تبني خلق الطفل على ما يليق بالمجتمع الفاضل، وأن تنمي فيه جميع الفضائل التي تصونه من الرذائل وتمكنه من مجاوزة ذاته للتعاون مع أقرانه على فعل الخير.

    ويعتقد هربرت سبنسر (Herbert Spencer) أن التربية هي إعداد المرء لأن يحيا حياة كاملة.

    وتشير الدراسات التربوية إلى أن التربية: هي عملية التكيف والتفاعل بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها، وهي عملية طويلة الأمد لا نهاية لها إلا بانتهاء الحياة.

ضرورة التربية

    إن ضرورة التربية تكمن بأن كلاّ من الأفراد والمجتمع بحاجة لها معًا فضرورتها للإنسان تكون بالمحافظة على وجوده، وتوجيه غرائزه، وتنظيم عواطفه، وتنمية ميوله، بما يتناسب وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.  

    فالتربية عملية ضرورية لمواجهة الحياة ومتطلباتها، وتنظيم السلوكات العامة في المجتمع من أجل العيش بين الجماعة عيشة ملائمة.

    ويمكن إجمال ضرورة التربية بالنقاط الآتية:

  • الحياة البشرية كثيرة التعقيد والتبدل وتحتاج إلى إضافة وتطوير، وهذه العملية يقوم بها الكبار من أجل تكيف الصغار مع الحياة المحيطة، وتمشيًا مع متطلبات الحياة مع مرور الأيام.

  • ثقافة المجتمع وتراثه تنتق من خلال عملية التربية بما يحويه من نظم واتجاهات وقيم وأنماط سلوكية يمكن أن يكتسبها الجيل الأصغر من الأكبر.

  •  الأطفال بحاجة إلى أشياء كثيرة وبخاصة الرعاية والعناية، ولأن الطفولة الإنسانية بطبيعتها طويلة، وتمتاز هذه المرحلة بكثرة الاتكال، فالتربية عملية يكتسبها الصغار من الكبار والأفراد المجتمع، فإن ضرورتها للطفل تكون ملحة ولازمة؛ لكي يتعايش الطفل مع مجتمعه.

أهداف التربية

    تكمن أهداف التربية بشكل عام بمجموعة القيم والاتجاهات ممثلًا ذلك بالهدف الذي يصله الإنسان عندما يتبصر في الظروف المحيطة، ويفكرفي نتائج سلوكه، وينظر فيما يعنيه على السير في الطريق إلى غايته النشودة، ويفكر في نتائج هذا السلوك سلبًا وإيجابًا، ومن ثم يرسم خطته لتحقيق مقصوده وعندما يصل إلى غايته ويحقق هدفه.

    وإن تحديد الهدف بالنسبة للإنسان يعتبرشيئًا ساميًا، فمثلا ذلك يوصله إلى الطريق الصحيح، ولذلك فإن الإنسان يوجه كافة أنشطته وقدراته ويستحث استعداداته للوصول لمبتغاه؛ ولذلك فإن الإنسان لا بد من تحديد اللهدف الذي يقوم به الفرد ويكون ذلك وفقًا لمعايير تربوية محددة.

    ومن وجهات التظر التربوية الحديثة لا بد من تحديد الإهداف بشكل أكثر دقة، خاصة لأن الأهداف تُمثل ثقافة الأمة وقضاياها ولا سيما أنها تنعكس على فلسفة الأمة.

ولهذا تقسم الأهداف إلى تربوية وتعليمية:

    فالأهداف التربوية بمجموعها تدعو إلى الأفضل دومًا، ولهذا يمكن القول إن هناك مواصفات لا بد منها للأهداف التربوية كي تؤدي الغرض الذي وضعت من أجله، ولهذا فإنه يجب أن يكون الهدف التربوي:

  1. عامًا لكل الناس على جميع مستوياتهم وثقافتهم وشرائحهم الاجتماعية.
  2. يشمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
  3. يؤدي إلى التوازن والانسجام والتوافق بين الجوانب المختلفة.
  4. مرنًا بمعنى أن يتوافق ويتغير وفقًا لتغيرات الظروف والأحوال.
  5. صالحًا للبقاء ومستمرًا ومسايرًا لثقافة الآخرين.
  6. قادرًا على دفع عجلة التقدم في المجتمع نحو التطور والازدهار.
  7. أن يكون واقعيًا سهل التطبيق.

وظيفة التربية

    تأتي وظيفة في ما يلي:

  1. نقل الأنماط الاجتماعية السلوكية.
  2. المحافظة على التراث الثقافي.
  3. تصفية التراث الحضاري الاجتماعي من الشوائب.
  4. تنوير الأفكار بالمعلومات الجديثة المتطورة.

طبيعة التربية

    تُعد التربية علمًا لا سيما أنها تدرس الظواهر التي تقوم على معرفة الحقائق المتعلقة بالظواهر الاجتماعية التربوية، وهذا بدروه يستدعي من الباحثين الاعتماد على الملاحظة والتجريب.

    كما أنه لا يسير وفق أصول وأسس اللامنهجية ذاتية قائمة على الميول الفردية والآراء الشخصية، لذلك فإن المنهج التربوي يكون هيكلًا منظمًا؛ بالتالي يحقق المعرفة المتكاملة ولذلكفالباحث في علم التربية عليه أن يدعم آراءه بالحجج والبراهين وهذا يتم عن طريق الدليل الذي خضع لتجربة، ومن ثم تم التوصل إلى نتائج دقيقة.

    فالتربية بحد ذاتها إنتاج جديد يفيد الفرد والمجتمع إذا قامت بتنظيم العلاقة بين الإنتاج والاستهلاك، وبهذا تُعد التربية صناعة ولا سيما أنها تغير الأفكار وتبني المعارف وتوفر طريق المعرفة.

    كما أن التربية فن، والفن هو التعبير الجمالي عن المدركات والعواطف، ونقل المعاني والمشاعر للآخرين عن طريق العمل الذي يتميز بالمهارة، ويظهر فيه خلق لعلاقات جديدة بين عناصر تستمده من الحياة والمجتمع والطبيعة وهو ظاهرة اجتماعية تدل على المهارة التي تبذل لإنتاج كل ما هو جميل، والفن يهدف إلى إيجاد شيء ذي قيمة جمالية وأخلاقية وبصورة أعم قيمة إنسانية تتجاوز المطالب المادية والنفعية.

صلة التربية بالعلوم الأخرى

    علم التربية يُعد من العلوم الإنسانية التي تبحث في الإنسان وفي الذات في قضايا التعلم والتعليم والبيئة مثل النواحي الفيزيائية أي البيئة التي تحيط بالفرد، والبيئة الاجتماعية التي يتم عن طريقها تكيف الفرد مع الجماعة التي ينتمي إليها.

    فهي تُعد علمًا كباقي العلوم الأخرى، ولاسيما أنه تربطها صلة وثيقة بباقي العلوم، كما أنها تبحث في الإنسان في كيفية تفاعله مع الآخرين، وهذا يتم عن طريق تكيفه وانسجامه كما أن التربية تتصل بأنواع المعرفة الإنسانية.

المرجع

    عبدالهادي، نبيل (2009). مقدمة في علم الاجتماع. الطبعة الأولى، عمان: داراليازوري العلمية للنشر والتوزيع.
author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة