JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Accueil

الإدراك perception

     للإدراك على وجه الخصوص علاقة وثيقة بسلوك الإنسان فيه يتفاعل ويستجيب للبيئة كما هي، فالسلوكيات تتوقف على كيفية إدراك لما يحيط بالإنسان، وهو ما يجعل إدراك الكبار يختلف عن إدراك الصغار.

    ويحتل موضوع الإدراك أهمية قصوى بالنسبة للمختصين في الدراسات النفسية وخاصة المعرفية منها، فهو يمثل العملية الأساسية التي خلالها يتم تمثيل العالم الخارجي واعطائه المعنى الخاص به.

مفهوم الإدراك

    عملية الإدراك جزء مهم من نظام معالجة المعلومات حيث ينطوي هذا النظام على عمليات الإحساس بالمثيرات البيئية ثم الإنتباه لها ثم إدراكها.

    فالإدراك هو محاولة فهم العالم من حولنا من خلال تفسير المعلومات القادمة من الحواس إلى الدماغ الإنساني والفهم ينطوي على التفسير والترميز والتحليل والتخزين والإستجابة الخارجية عند الحاجة.

    ويعتبر العالم هلمهولتز (Helmholtz) أن الإدراك عملية تقدير تخمينية للأشياء وليست مجرد عملية مباشرة تقوم على التقاط الخصائص التي تزود بها الطاقة المنبثقة على الأشياء.

    ويصف أحمد صقر عاشور الإدراك بالطريقة التي يرى بها الفرد العالم المحيط به، ويتم ذلك عن طريق استقبال المعلومات وتنظيمها وتفسيرها، وتكوين مفاهيم ومعاني خاصة.

    ويرى أحمد سيد مصطفى الإدراك بأنه عملية استقبال وإنتقاء وتفسير لمثير أو أكثر في البيئة المحيطة.

وجهات النظر في تفسير الإدراك

    تختلف النظرة إلى طبيعة الإدراك من حيث اعتبارها عملية مباشرة أو عملية معالجة داخلية، حيث أنه توجد وجهتا نظر مختلفتين في هذا الشأن، وهما:

  • وجهة النظر البيئية

    وتنظر إلى الإدراك على أنه عملية لاشعورية، تعتمد بالدرجة الإولى على خصائص الأشياء الموجودة في العالم الخارجي، والتي تزودنا الطاقة المنبعثة عنها، فالإثارة الحسية التي تحدثها الطاقة المنبعثة عن الأشياء فيها من الخصائص ما يكفي لتمييزها والتعرف عليها دون الحاجة لتدخل النظام الإدراكي.

    وحسب وجهة نظر هذه فإن النظام الإدراكي سلبي تتمثل مهمته فقط في التقاط خصائص الأشياء والحوادث وتجميعها تماما كما يتم التزود بها من خلال المجسات الحسية دون أن يجري عليها أية تحويلات أو معالجات، ومن هذا المنطق فإن دراسة الإدراك تتطلب دراسة المثيرات الخارجية التي تتفاعل معها.

    ويرجع الخطأ في الإدراك إلأى عدة عوامل منها ما يرتبط بخصائص الأشياء، في حين البعض الآخر يرتبط بخصائص الفرد، فقد يرجع الخطأ في الإدراك إلى غموض الأشياء في الخارج أو لعدم ورود معلومات كافية عنها أو ربما يرجع إلى عوامل شخصية كالتوتر والتعب والميول والحاجات.

    ويحدد النظام الإدراكي الانتباه إلى هذه الخصائص اعتمادًا على الاستجابات التي من أجلها وضع المثير أو المنبه، ولقد أيدت بعض التجارب وجهة النظر البيئية للإدراك، وهي ما تعرف بتجارب التدوير العقلي.

  • وجهة النظر البنائية

    حيث تفترض أن الإدراك عملية تقدير تخمينية للأشياء، وليست مجرد عملية مباشرة تقوم على التقاط الخصائص التي تزودنا بها الطاقة المنبعثة على الأشياء.

    وتؤكد وجهة النظر هذه الطبيعة النشطة لنظام الإنسان الإدراكي، فهو يعمل على تعديل الانطباعات الحسية عن الأشياء الخارجية من أجل تقديرها وتفسيرها، فالانطباع الحسي يخضع إلى عملية معالجة تعتمد على استخدام مصادر إضافية من معلومات غيرتلك التي يتم بها من خلال المجسات الحسية، ومثل هذه المعلومات يتم التزويد بها من خلال النظام الإدراكي اعتمادًا على طبيعة العمليات المعرفية المستخدمة في المعالجة والخبرات السابقة المخزنة في الذاكرة.

    فالإدراك يعتمد على مجموعة واسعة من المعلومات بعضها ما يقع ضمن نطاق الاحساس في حين بعضها يقع خارج نطاقه، وتشمل مثل هذه المعلومات على التوقعات والخبرات السابقة التي تم بناؤها من الأنشطة السابقة لعمليات الإدراك.

مستويات الإدراك

هناك ثلاث مستويات للإدراك تتمثل فيما يلي:

  1. الإدراك الحسي: الإحساس يسبق الإدراك في تلقي المؤثرات الخارجية بالحواس المختلفة مما يؤدي إلى إدراكها، والتي قد تكون بصرية أو سمعية حسب نوعها، فحين تطرق المنبهات الحسية حولها ينقل أثر هذه التنبيهات عن طريق أعصاب خاصة إلى المراكز العصبية في المخ ثم تترجم هناك إلى حالات شعورية نوعية بسيطة إلى ما يعرف بالإحساسات، ويعنى بها الأثر النفسي الذي ينشأ مباشرة عن طريق تنبيه حاسة.
  2. التذكر والتصور: وهو عملية عقلية ترتبط بوظائف معرفية وتندرج ضمن ما يطلق عليه بالقدرات العقلية الخاصة، وإن كان لها صفة التميز لدى الفرد فيمكن أن يطلق عليها بقدرة نوعية تميز شخصه عن غيره، التذكر كعملية عقلية معناه استرجاع الخبرات الماضية إلى الذهن، واستعادة ذكرها بالصورة التي سبق بها إدراكها.
  3. التخيل: يمثل حالة من أعمال الفكر والقوى العقلية التي تأخذ شكل التخيل، وهي مرحلة أعلى من التصور؛ لأنه يتناول الصور الذهنية بالمقارنة وإدراك العلاقات بينها، وعمل تركيبات جديدة مبتكرة تختلف عن الصور السابقة، وعادة ما يتصف خيال المراهق باتساعه وغلبة الناحية الوجدانية عليه فنجده يضفي على قصصه الشاعرية التي تعكس نوع تفكيره وانفعالاته.

نماذج الإدراك

  • نموذج مطابقة النمط

    يفترض هذا النمط أن الخيال الواقع على الشبكية ينتقل إلى الدماغ ليتم مقارنته مباشرة مع النماذج المخزنة في الذاكرة.

    والنماذج المخزنة في الذاكرة تسمى بالأنماط وهي ثابتة ومحددة لأي مثير تمت معالجته أو تم التفاعل معه في السابق، فالنظام الإدراكي يقوم على مقارنة خيال الأشياء مع هذه النماذج المخزنة ليقرر ما إذا كانت تطابق الأنماط الموجودة أم لا.

    إن مثل هذه العملية تحدث داخل الدماغ حيث تعمل العمليات الداخلية على مقارنة الأشياء الخارجية التي تتفاعل معها بالأشياء أو الأنماط المخزنة في الذاكرة.

  • نموذج تحليل الملامح

    يفترض هذا النموذج أن المثيرات تتالف من مجموعة من الملامح التي تميزها عن غيرها وتعطيها الطابع الخاص بها، وتعتبر بمثابة خصائص أساسية تحدد من خلالها الأشياء.

  • نموذج شبكة الجحيم

    تم اقتراح آلية معرفية مختلفة كل منها يختص بعمل معين أطلق على هذه الآلية العفاريت المعرفية، وتتمثل بالآتي:

  1. عفاريت التعرف: ومهمتها استقبال الانطباع الحسي وتحويله إلى شيفرة معرفية أي ترميزها.
  2. عفاريت عمليات المعالجة: ومهمتها تحليل ملامح الأشياء ومقارنة كل منها مع ملامح النموذج المخزن بالذاكرة.
  3. العفاريت المعرفية: ومهمتها مطابقة مجموعة الملامح المميزة ككل مع النموذج المخزن في الذاكرة.

المرجع

    عبدالقادر، إسماعيلي يامنة وصابر قشوش (2015). الدماغ والعمليات العقلية - الانتباه- الإدراك- التفكير- التعلم والذاكرة. ط2، عمان: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

Commentaires
    Aucun commentaire
    Enregistrer un commentaire
      NomE-mailMessage