JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الانتباه Attention

     تعدُّ عملية الانتباه  عملية عقلية هامة كونها أحد المتطلبات الرئيسية للعديد من العمليات الاخرى، مثل: الإدراك، والتذكر، والتعلم، فبدون هذه العملية قد لا يكون إدراك الفرد لما يدور حوله واضحًا وجليًا.

    ويعتبر الاتجاه السلوكي الانتباه مجرد معلم لتوظيف النشاط النفسي، أي أنه لم يكن نشاطا له إنتاج خاص كالإدراك، والذاكرة، ويعد وليام جيمس (William James) من أوائل علماء النفس في العصر الحديث الذين اهتموا بدراسة عملية الانتباه بطريقة موضوعية على اعتبار أنها إحدى الظواهر النفسية الهامة في السلوك الإنساني.

مفهوم الانتباه

    يُعرف الانتباه على أنه عملية شعورية في الأصل، وتتمثل في تركيز الوعي على نقطة معينة دون غيرها، ويكون انتقائي حتى تتم معالجة المثيرات، ويمكن أن تصبح عملية اتوماتيكية في بعض الحالات المتكررة.

    وهناك من ينظر إلى الانتباه أنه عملية انتقاء لمثير معين وحصر التركيز عليه، ينتقي فيها الفرد بعض الخبرات الحسية أو العقلية والتركيز عليها من أجل معالجتها.

ويعرفه برودبنت (Brodbent) على أنه ميكانيزم ترشيحي يعمل على انتقاء المعلومات يمنع المعلومات المشوشة من المرور إلى النظام المركزي للمعالجة، وبالتالي فهو عبارة عن عملية انتقائية للمعلومات تعمل على تجنيب القناة الإدراكية ذات القدرة المحدودة دخول المعلومات.

    كما ينظر إلى الانتباه على أنه مجهود عقلي أو حالة من الاستثارة الحسية تحدث من خلال استقبال الإستشعارات الحسية الصادرة من الحواس الخمس لتصبح مجموعة من الانطباعات الحسية لتصل إلى الذاكرة الحسية بعد ذلك.

    والانتباه هو عملية وظيفية تقوم بتوجيه شعور الفرد نحو موقف معين أو إلى بعض أجزاء من المجال الإدراكي حينما يكون الموقف مألوف لدى الفرد.

    ويعتبر بأنه استخدام الطاقة العقلية في عملية معرفية أو هو توجه الشعور وحصره نحو شيء معين استعدادًا لمعالجته والتفكير فيه، ويرتبط الانتباه بمجموعة من العمليات العقلية مثل: المعالجة، والتفكير، والذاكرة... الخ.

وظائف الانتباه

    بما ان الانتباه عملية معرفية تؤدي إلى وظائف محددة ومختلفة قد تترك أثرها على عدة مستويات من الإدراك والتفكير والتعلم والذاكرة، ويمكن أن نذكر من هذه الوظائف ما يلي:
  1. تعلم عزل المثيرات التي تعيق عمليات التفكير والتعلم والإدراك من خلال عدم التركيز عليها.
  2. توجيه العمليات العقلية اللاحقة من الإدراك والتفكير والتعلم من خلال التركيز على المثيرات المستهدفة، والتي تساهم في فعالية تلك العمليات العقلية.
  3. توجيه الحواس نحو المثيرات التي تخدم عملية الإدراك، إذ يعمل الانتباه هنا بعملية غربلة للمثيرات الحسية، ويحدث هذا عن طريق توجيه حركات الرأس والعينين والأطراف نحو مختلف المثيرات البيئية المناسبة لضمان عملية الإدراك بفاعلية جيدة.
  4. يعمل الانتباه على تنظيم البيئة المحيطة للإنسان، فهو لا يسمح بتراكم المثيرات والمنبهات الحسية على حاسة واحدة.
  5. يقوم الانتباه بضبط الأداء العقلي وتنسيقه فهو  نظام تعيين الأولويات إلى جانب غربلة المثيرات الحسية.

مراحل عملية الانتباه

    إن تتبع عملية الانتباه يشير إلى حدوث عدة مراحل للانتباه كعملية معرفية، وهي موضحة كالآتي:

  • مرحلة البحث (الكشف والاحساس): ويحدث في هذه المرحلة عملية الكشف من طرف الفرد عن وجود اية مثيرات حسية في البيئة المحيطة به من خلال الحواس الخمسة، وتعد هذه المرحلة لا ترقى إلى المستوى المعرفي؛ لأنها لا تنطوي على اية عمليات معرفية سوى الاحساس بوجود مثيرات فقط.

  • مرحلة التعرف: أما يسمى بالانتباه الانتقائي أو الموجه، ويحاول الفرد هنا التعرف على طبيعة المثيرات من حيث نوعها وشدتها وعددها وأهميتها بالنسبة للفرد، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة نشاط معرفي أولي يتطلب انتقاء ومعالجة أولية للمثيرات، وذلك لتحديد مدى الأهمية والحاجة إليها.

  • مرحلة الاستجابة للمثير الحسي: ويحدث في هذه المرحلة بأن يقوم الفرد باختيار مثير حسي معين من ضمن مثيرات اخرى مجتمعة، وتهيئة هذا المثيرليتم بعد ذلك معالجته المعرفية الشاملة، والتي في الغالب تحدث في الذاكرة قصيرة المدى ضمن عملية الإدراك.

 محددات الانتباه

  1. المحددات الحسية العصبية: تؤثر فعالية الحواس والجهاز العصبي المركزي للفرد على سعة وفاعلية الانتباه لديه، إذ أن المثيرات التي تستقبلها الحواس الخمسة تمر عبر مصفاة أو نوع من المرشحات الذهنية، والتي تتحكم عصبيًا أو معرفيًا في بعض المثيرات ولا تسمح هذه الرمشحات إلا بعدد محدود من النبضات أو الومضات العصبية التي تصل إلى المخ.
  2. المحددات العقلية المعرفية: يؤثر مستوى ذكاء الفرد وبنائه المعرفي، ومدى فاعليته في تجهيز المعلومات لديه على نمط وفاعلية انتباهه، لأن الأفراد الأكثر ذكاءً تتكون لديهم حساسية استقبال للمثير أكبر ويكون انتباههم أكثر دقة بسبب ارتفاع مستوى اليقظة العقلية عندهم، ويؤثر نوع البناء المعرفي للفرد ومحتواه وطريقة تنظيمه على زيادة وفاعلية الانتباه.
  3. المحددات الانفعالية: يتأثر الانتباه بميول الفرد واهتماماته ودوافعه وخاصة التي تشبعه حيث أنها تعد بمثابة موجهات لهذا الانتباه، كما تعد حاجات الفرد ونسقه القيمي واتجاهاته من العوامل الأساسية في توجيه الانتباه لانتقاء المثيرات التي ينتبه إليها، وكذلك قد يتأثر الانتباه بمكبوتات الفرد ومصادر قلقه مما يؤدي بالفرد إلى استنفاذ طاقته الجسمية والعصبية والانفعالية.

نظريات الانتباه

    تعددت النظريات التي فسرت الانتباه، ومن أهمها:

نظرية القناة الواحدة

    وملخصها أن الإنسان يتمكن من الانتباه لمثير واحد فقط، ويدخله حيز المعالجة ولا يتمكن من معالجة مثيرين في وقت واحد، مثال: لا يتمكن الفرد من التحدث في الهاتف وكتابة رسالة، وغالبا ما تسمى هذه الفرضية الترشيح، حيث بعزل الفرد كل المثيرات ويدخل مثير واحد لغرض المعالجة.

    وتعتبر هذه النظرية عملية الانتباه على أنها ميكانيزم ترشيحي يسمح بانتقاء المعلومات، ويقع بين نظام مركزي للمعالجة ذو قدرة محدودة، يقوم بعملية الترميز بصفة متسلسلة، ونظاميين محيطيين، واحد يكون مكرسا لتحليل المدخلات الحسية والآخر لتحقيق المخرجات السلوكية.

نظرية قابلية ومرونة توزيع المثيرات

    تتغير قابلية الانتباه طبقا لمتطلبات المثير والمهمة المطلوب التعامل معها، فعند ظهور مثيرين في وقت واحد فإن ذلك يتطلب قابلية لتوزيع المثيرات بشكل تعاقبي أي الواحد بعد الآخر، ولكن إذا كان مستوى المثيران أكبر من قابلية الفرد على التعامل معهما فسيحدث تداخل مما يؤدي إلى ظهور حركات واستجابات غيرصحيحة.

    ويوجد حدا عاما لقدرة الفرد على القيام بعمل عقلي، بمعنى أن كمية الانتباه القابلة للإستثمار في معالجة ما تكون محدودة، ومن أجل التعامل مع هذه المحدودية، فإن ميكانيزم التيسير هو الذي يقرر تعيين كمية الجهد العقلي (الانتباه) لنشاط دون غيره من النشاطات الأخرى.

نظرية الفرضيات المتعددة

    تؤكد هذه الفرضيات على وجود مجالات متعددة للانتباه لكل مستوى معين من القابلية، وإن كل مجال مصمم للتعامل مع نوع معين من المعلومات، وأنه من الممكن أن تعالج المعلومات بصفة متوازية، بالإضافة إلى التسجيل اللامحدود، وأن مجمل المعلومات تخزن في الذاكرة قصية المدى، فلا يتطلب تدخل الانتباه.

    تعالج المعلومات الحسية بطريقة اوتوماتيكية أي بدون انتباه، ولكنها تنتقي قبل وصولها إلى الجهاز المركزي، والذي يوظفها بطريقة مراقبة، وينجم عن ذلك: في المرحلة الأولى لاتنجز إلا معالجة حزئية للمعلومة، والمعالجة الكاملة تتم في المرحلة الثانية نتيجة لمعالجة انتباهية.

المرجع

    عبدالقادر، إسماعيلي يامنة وصابر قشوش (2015). الدماغ والعمليات العقلية - الانتباه- الإدراك- التفكير- التعلم والذاكرة. ط2، عمان: دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة