JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

التنمية المستدامة Sustainable Development

     تعددت أنواع أو أشكال التنمية، ومن تلك الأنواع الحديثة نسبيًا: التنمية المستدامة أو ما يطلق عليها أحيانًا التنمية المستمرة أو التنمية المتواصلة، والتي تتصف بمجموعة من الخصائص منها: أن الإنسان فيها هو هدفها وغايتها ووسيلتها، مع تأكيدها على التوازن بين البيئة بأبعادها المختلفة والمتنوعة.

    ومفهوم التنمية المستدامة هو مفهوم تحديث لمفهوم التنمية بما يتناسب ويتلائم مع متطلبات العصر الحاضر، أي بما يراعي الموارد الإقتصادية والبيئية المتاحة والممكن اتاحتها مستقبلا لتحقيق التنمية.

    وارتبط مفهوم التنمية المستدامة بمفاهيم التنمية الاقتصادية وتنمية العنصر البشري وتنمية رأس المال وتنمية المجتمع المحلي.

تعريف التنمية المستدامة

    هناك العديد من التعريفات المتاحة لمفهوم التنمية المستدامة، نذكر منها:

    تعريف فاء أحمد عبدالله: التنمية المستدامة هي مجموعة السياسات والإجراءات التي تتخذ للانتقال بالمجتمع إلى وضع أفضل باستخدام التكنولوجيا المناسبة للبيئة، لتحقيق التوازن بين بناء الموارد الطبيعية وهدم الإنسان لها، في ظل سياسة محلية وعالمية للمحافظة على هذا التوازن.

    تعريف تقرير برونتلاند الذي أصدرته اللجنة الدولية للبيئة والتنمية: التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون أن يعرض للخطر قدرة الأجيال التالية على إشباع احتياجاتها.

    تعريف سحر قدري الرفاعي: التنمية المستدامة عي تنمية تفاعلية حركية تأخذ على عاتقها تحقيق المواءمة بين أركانها الثلاث: البشر والموارد البيئية والتنمية الاقتصادية.

    ومن خلال التعريفات السابقة يمكن القول بأن التنمية المستدامة هي التنمية المستمرة والعادلة والمتوازنة والمتكاملة، والتي تراعي البعد البيئي في جميع مشروعاتها، والتي لا تجني الثمار للأجيال الحالية على حساب الأجيال القادمة.

خصائص التنمية المستدامة

    يمكن تحديد بعض الخصائص للتنمية المستدامة، وهي كالآتي:

  1. هي تنمية شاملة.
  2. هي تنمية مستمرة.
  3. هي تنمية عادلة.
  4. هي تنمية متوازنة.
  5. هي تنمية متكاملة.
  6. هي التنمية الرشيدة دون إسراف أو سوء استخدام أو استغلال.
  7. هي التنمية التي يراعي البعد البيئي.
  8. هي التنمية التي تعظم من قيمة المشاركة الشعبية أو مشاركة المواطنين في جميع مراحل العمل التنموي. 
  9. الربط العضوي التام بين الاقتصاد والبيئة فلكل منظوره الخاص.

أهداف التنمية المستدامة

    للتنمية المستدامة العديد من الأهداف والغايات التي تسعى لتحقيقها، ويمكن إجمالها في الجوانب الآتية:

  • الناس: ضمان التمتع بموفور الصحة، وتوفير المعرفة وإدماج النساء والأطفال.

  • الكوكب: حماية النظم الأيكولوجية لصالح المجتمعات والأطفال.

  • الشراكة: حفز التضامن والتنسيق والتعاون العالمي من أجل التنمية المستدامة.

  • العدل: العمل على إشاعة الأمان والسلام في المجتمعات وتقوية المؤسسات.

  • الرخاء: بناء اقتصاد قوي يشمل المجتمع ويفضي إلى التحول إلى اقتصاد منتج ومتقدم.

  • العيش بكرامة: القضاء على الفقر ومكافحة غياب المساواة.

أهمية التنمية المستدامة

    تكمن أهمية التنمية المستدامة كونها وسيلة لتقليص الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية، وتلعب دورا كبيرا في تقليص التبعية الاقتصادية للخارج، وتوزيع الإنتاج وحماية البيئة، وتوفير رؤوس الأموال، وتحسين المعيشة، ورفع مستوى التعليم، وتقليص نسبة الأمية، ورفع مستوى الدخل، وتحقيق العدالة الاجتماعية.

    وتعتبر التنمية المستدامة حلقة وصل بين الجيل الحالي والجيل القادم لضمان استمرارية الحياة الإنسانية، وتضمن للجيل القادم العيش الكريم والتوزيع العادل للموارد داخل الدولة الواحدة، وحتى بين الدول المتعددة.

    كما أن التنمية المستدامة تربط بين الشمال والجنوب وتكامل للمصالح بينهما وسداد لدين الدول المتقدمة التي استنزفت موارد الدول المتخلفة إبان فترة الاستعمار.

خصائص التنمية المستدامة

    تختلف عن التنمية بشكل عام في كونها أشد تدخلا وأكثر تعقيدا وخاصة فيما يتعلق بما هو طبيعي وما هو اجتماعي في التنمية.

    وتتوجه أساسا إلى تلبية متطلبات واحتياجات أكثر الشرائح فقرا في المجتمع، وتسعى إلى الحد من تفاقم الفقر في العالم من خلال تحقيق التوازن بين النظام البيئي والاقتصادي والاجتماعي.

    لا يمكن فصل عناصرها قياس مؤشراتها نتيجة لتداخل الأبعاد الكمية والنوعية التي تتضمنها.

    تقوم على فكرة العدالة بين الأفراد وبين الأجيال وبين الشعوب إلى جانب الاهتمام بدور المجتمع المدني ومنظماته وجميع فئات المجتمع.

    تهتم بالموارد سواء كانت بشرية أو بيئية أو مجتمعية، وتعمل جاهدة من خلال أنشطتها على التوعية بالمحافظة عليها واستثمارها خاصة في ارتباطها بالتنية البشرية.

    يعتبر البعد الزمني بعدا أساسيا من حيث أنها تنمية طويلة المدى تعتمد على تقدير إمكانيات الحاضر مع مراعاتها حق الأجيال القادمة في الموارد المجتمعية المتاحة.


مجالات التنمية المستدامة

    يمكن تحديد ثلاثة مجالات رئيسة للتنمية المستدامة، وهي: التنمية الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية، والتنمية البيئية، وفيما يلي إيجاز عن كل منها:

  • التنمية الاقتصادية

    يقصد بالتنمية الاقتصادية الإجراءات التي يتخذها صناع السياسة والجماعات المشتركة، والتي تسهم في تعزيز مستوى المعيشة والصحة الاقتصادية لمنطقة معينة، كما تشير التنمية الاقتصادية إلى التغيرات الكمية والنوعية التي يشهده الاقتصاد.

    ويمكن أن تشمل هذه الإجراءات مجالات متعددة من بينها رأس المال البشري، والبنية التحتية الأساسية والتنافس الإقليمي، والاستدامة البيئية والشمولية الاجتماعية، والصحة والأمن والقراءة والكتابة.

  • التنمية الاجتماعية

    ويقصد بها تنمية علاقات الإنسان المتبادلة وتحسين مستوى التعليم والثقافة والوعي والسياسة والصحة لديه، وإتاحة فرص الحرية والمشاركة له.

    وتهتم التنمية الاجتماعية من حيث الاختصاص بقطاعين هما: الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وعلى رأسها الجمعيات الأهلية والخيرية.

    ويمكن تحديد ثلاث اتجاهات في التنمية الاجتماعية، وهي كالآتي:

    الاتجاه الأول: أن التنمية مرادفة لاصطلاح الرعاية الاجتماعية.

    الاتجاه الثاني: أن التنمية مجموعة من الخدمات الاجتماعية التي تقدم في مجالات كثيرة كالصحة والتعليم.

    الاتجاه الثالث: أن التنمية الاجتماعية هي عمليات تغير اجتماعي تلحق بالبناء الاجتماعي ووظائف بغرض إشباع الحاجات الاجتماعية للفرد والجماعة.

  • التنمية البيئية

    البيئة هي ذلك الوسط أو المحيط أو الأطار الذي يعيش فيه الإنسان مع الكائنات الحية والمكونات غير الحية. 

    والتنمية البيئية هي نوع من التنمية للبيئة التي حولنا بهدف المحافظة عليها وعلى مواردها الطبيعية وحمايتها من التلوث والعمل على تحقيق التوازن والتنوع والاستمرارية لها وإشباع حاجات الأجيال الحالية مع عمل حساب الأجيال المستقبلية.

    ومن أسس التنمية البيئية الاعتماد على الذات وتحقيق تعايش متبادل بين الإنسان والبيئة مفيد لكل منهما، والمواءمة بين التقدم الاجتماعي والاقتصادي والإدارة الرشيدة للموارد والبيئة.


author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht