JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

نظرية التعلم الاجتماعي Social learning theory

     بدأت اهتمامات البرت باندوا (Albert Bandure) في مجال التعلم، حيث أطلع على أفكار المدرسة السلوكية، وقام بإجراء تجاربه ودراساته في مجال التعلم الاجتماعي، واشتهر بأنه صاحب نظرية التعلم الاجتماعي، والتي تدعى النظرية المعرفية.

نظرية التعلم الاجتماعي


    ومن خلال هذه النظرية اهتم باندورا بالعوامل الدافعية، وآليات تنظيم الذات، والتي تساهم بشكل كبير في سلوك الشخص، فضلًا عن العوامل البيئية، ويعد التركيز على الجانب المعرفي هو ما يميز النظرية المعرفية الاجتماعية عن وجهة نظر سكنر السلوكية البحتة.

صاحب نظرية التعلم الاجتماعي

- ولد البرت باندورا في 1925/12/4م في قرية صغيرة تدعي موندان Mundane بولاية البرتا الكندية لأبوين بولنديين من مزارعي القمح.

- التحق بمدرسة ثانوية كان عدد طلبتها 20 وعدد مدرسيها 2 فكانوا يتعلمون ذاتيا أحيانا، وقد أثر ذلك في نظريته لاحقا.

- حصل على درجة البكالوريوس من جامعة كولومبيا British Columbia البريطانية عام 1949م.

- حصل على درجة الماجستير والدكتوراة من جامعة ايوا Iowa عام 1952م من قسم علم النفس.

- عمل بمركز ويشيت كنساس Wichita Kansas للإرشاد، ثم انتقل للعمل في قسم علم النفس في جامعة ستانفورد Stanford.

- ركز على دراسة الأنماط العائلية التي تؤدي إلى عنف الأولاد.

- حصل على الكثير من المنح لأبحاثه العلمية.

- حصل على الجائزة التقديرية من الجمعية الأمريكية لعلماء النفس عام 1972م.

- دَرَّس لمدة 25 عاما مساقات علم النفس في جامعة ستانفورد.

- في عام 1974م انتُخب رئيسا لجمعية الأخصائيين النفسيين الأمريكية.

- توفي في عام 1998م.

مفهوم التعلم الاجتماعي

    التعلم الاجتماعي (التعلم بالملاحظة والتقليد) هو أكثر فاعلية من بعض نماذج التعلم الأخرى كالمحاولة والخطأ، والتعلم الإجرائي، وخصوصا في تعلم المهارات الاجتماعية والمهارات الحركية المعقدة.

    وتتضح أهمية هذا التعلم من خلال الدور التفاعلي الذي يقوم به المعلم داخل غرفة الصف؛ لأنه يمثل نموذجًا مناسبًا ومتنوعا أمام طلبته، حيث أظهرت نتائج العديد من الدراسات أن الطلبة يتأثرون بسلوك معلميهم وتصرفاتهم أكثر من تأثرهم بأقوالهم ونصائحهم.

    للفرد القدرة على التعلم من خلال تجارب الآخرين، لوجود تأثير لأفراد المجتمع والأهل والرفاق والمعلمين وغيرهم في عملية التعلم.

    ضرورة أن يقوم الأهل بتوفير نماذج ايجابية لأبنائهم من أجل تقليدهم؛ لأن الطفل قد يقلد كل ما يشاهده بصرف النظر عما إذا كان هذا السلوك إيجابي أم سلبي.

افتراضات نظرية التعلم الاجتماعي 

    تقوم نظرية التعلم الاجتماعي على العديد من الافتراضات، وهي:

  1. الإنسان كائن اجتماعي يعيش ضمن مجموعات من الأفراد يتفاعل معها، ويؤثر ويتأثر فيها، وبذلك فهو يلاحظ سلوكيات وعادات واتجاهات الإفراد الآخرين (النماذج) ويعمل على تعلمها من خلال الملاحظة والتقليد.
  2. هناك عمليات معرفية تتوسط بين الملاحظة للأنماط السلوكية التي تؤديها النماذج وتنفيذها من قبل الشخص الملاحظ، وثل هذه الأنماط ربما لا تظهر على نحو مباشر، تستقر في البناء المعرفي للفرد، ولا تظهر إلا بالوقت المناسب وهذا ما يشير إلى مفهوم التعلم الكامن.
  3. يتضمن التعلم بالملاحظة جانبًا انتقائيًا، فليس بالضرورة أن يقلد الفرد كل ما يشاهده أو يلاحظه، فقد يعمل على إعادة صياغة تلك الأنماط السلوكية وتحويلها على نحو معين، وهذا يرتبط بصورة أساسية بمستوى الدافعية والعمليات المعرفية لدى الفرد الملاحظ، وقدرة الفرد على تذكر المواقف السابقة.
  4. التعلم عملية داخلية قد تنتج عنها تغير في السلوك، وقد لا يحدث مثل هذا التغير.
  5. السلوك موجه نحو أهداف خاصة يحددها الفرد لنفسه.
  6. الفرد قادر على ضبط سلوكه بشكل ذاتي.

خصائص التعلم الاجتماعي

    حدد باندورا عددا من الخصائص التي تميز التعلم الاجتماعي، وهي:

  • يحدث التعلم في سياق اجتماعي:
    بمعنى أنه يتأثر بالبيئة المحيطة، وبوجد الآخرون سواء أكان هذا الوجود فعليا أم متخيلا، كما يتأثر بالبيئة الثقافية المحيطة بالفرد أيضا.

  • التعلم الاجتماعي هادف:

    تعلم موجه لتحقيق أهداف معينة، سواء حدوث بصورة مقصودة أو بصورة عارضة.

  • يعتمد التعلم الاجتماعي على استخدام الرموز:

    ومن هنا يصبح للفرد أسلوبه الشخصي في عملية التعلم، وفي تعميم ما تعلمه على المواقف المشابهة، وبذلك فإن تعديل السلوك يعتمد على نشاط العمليات المعرفية: كالإدراك والتوقع وغيرها.

  • يقوم التعلم الاجتماعي على تفاعل المعرفة والانفعال:

    حيث يتأثر تعلم الفرد بالمعلومات المتوفرة لديه، وبالحالة الانفعالية التي يعيشها آنذاك.
  • يحتاج التعلم الاجتماعي إلى توافر مناخ داعم:

    هذا المناخ يقدم دعمًا ومساندة لمظاهر التغير وصوره التي تحدث في السلوك.

  • قد يحدث التعلم الاجتماعي بصورة فردية أو اجتماعية:
        ومن خلال وجود عدد من الأفراد يكونون على وعي بالقيم والأهداف المشتركة فيما بينهم، فيوظفون العلاقات الموجودة داخل الجماعة في إنتاج عدد من القيم المختلفة لما فيه مصلحة المجموعة.

  • قدر كبير من التعلم الاجتماعي يحدث بفعل التعزيز البديلي والعقاب البديلي:

    الذي لا يتعرض له الفرد بصورة مباشرة، وإنما يتأثر به بصورة غير مباشرة من خلال مشاهدته لما يحدث مع الآخرين.

مراحل التعلم الاجتماعي (التعلم بالملاحظة والتقليد)

    يرى باندورا بأن عملية التعلم الاجتماعي (النمذجة) تتضمن عددًا من الخطوات الهامة، وهي:

  1. الانتباه: وهنا يتمكن الشخص من تعلم أي شيء، يجب أن يعطي اهتمامًا لخصائص السلوك المنمذج، بحيث تشترك العديد من العوامل في دفع الانتباه إلى السلوك المنمذج، مثل: خصائص كل من المُلاحِظ والمُلاحُظ، وتنافس المثيرات.
  2. الاحتفاظ: إذا كان الشخص الملاحِظ يريد أن يتأثر بالسوكيات والمُلاحَظة فلا بد أن يتذكر الأنشطة أو السلوكيات المنمذجة في نفس الوقت أو في وقت آخر، ويلعب التمثيل والتخيل دورًا أساسيًا وهامًا في عملية حفظ المعلومات، ويقوم الشخص بتخزين السولكيات المُلاحَظة على شكل صور عقلية أو صور لفظية، وبهذا فإن الفرد يكون لديه القدرة على استعادة الصور الذهنية فيما بعد لإنتاج السلوكيات الفعالة مع ما يملكه هو من سلوك.
  3. إعادة الإنتاج: من تحوي التمثيلات الرمزية لأفعال مناسبة، فالسلوكيات المنتجة أنجزت من خلال عملية تنظيم استجابات الفرد بانسجام مع النمط المنمذج بحيث تتحسن قدرة الفرد على إنتاج السلوك مع الخبرة والممارسة.
  4. الدافعية: لتقليد أي نمط سلوكي يجب أن يتوفر لدى الفرد عوامل دافعة بالإضافة إلى السلوك المنمذج، فمثلا الحوافز التي يتخيلها الفرد من عملية النمذجة تعلب دورًا محوريًا في عملية التعزيز، فهي معززات حية تسهم في رفع دافعية الفرد، وكما أن المعززات السلبية تعيق عملية النمذجة فإن المعززات الايجابية تقوي عملية النمذجة.

نواتج التعلم الاجتماعي (التعلم بالملاحظة والتقليد)

    يقترح باندورا ثلاثة آثار على الأقل ناتجة عن التعلم بالملاحظة والتقليد، وهي:

  • تعلم أو توليد أنماط سلوكية جديدة: حيث يمكن للمُلاحِظ أن يتعلم سلوكيات جديدة لم يكن يعرفها وليست في ذخيرته المعرفية.

  • كف أو تحرير ظهور بعض السلوكيات: حيث قد تؤدي عملية ملاحظة سلوك الآخرين إلى كف ظهور بعض الاستجابات نتيجة تأثر الفرد بالعقاب البديلي بصورة غير مباشرة.

  • تسهيل ظهور بعض السلوكيات المتعلمة سابقا: هناك بعض المهارات أو السلوكيات التي قد تعلمها الفرد في مرحلة سابقة في حياته، ونتيجة لعدم الاستخدام أو الممارسة تختفي أو تضمحل، على الر غم من أنها ما زالت في ذخيرته المعرفية، وعند ملاحظة سلوك النموذج فإن ذلك سيؤدي إلى تسهيل ظهور هذه الاستجابات.

المرجع

    العتوم، عدنان يوسف والجراح، عبدالناصر ذياب والحموري، فراس أحمد (2017). نظريات التعلم. ط2، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة