JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

التفكير الإبداعي Creative thinking

     يُعد الإبداع من الموضوعات المعقدة، والتي تُشكل بؤرة إهتمام العديد من علماء النفس المعرفيين والنمو والطفولة، وكل من له صلة وثيقة بالنظام المعرفي بالفرد المتعلم.

التفكير الابداعي


    وقدموا العلماء إسهامات واضحة حول العمليات الذهنية الإبداعية، والكيفية التي يتعلم بها الأفراد الإبداع، وطرق تعليمه وتطويره وتنميته والمراحل الذهنية الخاصة بالعملية الإبداعية، وبالتالي كيفية تكييف تدريسنا مع الإبداع لدى الطلبة ومن كافة المراحل التعليمية.

مفهوم الإبداع

    هو عملية تجميع عدة عناصر أو مكونات في بناء جديد يحقق منفعة أو حاجة معينة، وكلما كانت الترابطات للعناصر الأساسية للمشكلة أكبر، فإن الفرد يتمكن من الوصول إلى حل إبداعي أكبر.

    وهو المبادأة التي يبدها الفرد المتعلم في قدرته على الخروج من النمط التفكيري العادي، واتباع نمط جديد من التفكير.

    وهو تفكير في نسق الإنتاج فيه بخاصية فريدة، وهي تنوع الإجابات المنتجة والتي لا تحددها المعلومات المعطاة.

    وهو عملية يصبح فيها الفرد المتعلم حساسًا للمشكلات، ويواجه النقص والثغرات في المعلومات والعناصر المفقودة (فجوات المعرفة) فيحددها ويبحث عن الحلول، ويقوم بالتخمينات، ويصوغ الفرضيات ويميزها ويعيد اختبارها ثم يقدم نتائجه بالصيغة النهائية.

محاور الإبداع

    إشارت الدراسات المختصة إلأى وجود أربعة محاور للإبداع، وهي:

  1. العملية الإبداعية: ومراحلها وأنماط التفكير ومعالجة المعلومات.
  2. الشخص المبدع: وهو الشخص الذي يستطيع تكوين عددًا كبيرًا من الروابط اللفظية وغير اللفظية للأفكار.
  3. النتاج الإبداعي: وهو ظهور منتج جديدة من خلال التفاعل بين الفرد وما يواجهه من خبرات وهذا يوصله إلى صورة جديدة.
  4. المناخ الإبداعي: ويقصد به مجموعة الظروف والمواقف المختلفة التي يوفرها البيئة للفرد المتعلم والتي تسهل الأداء الإبداعي لديه.

تعريف التفكير الإبداعي

    يعرفه هونيج (Honig): على أنه التفكير المتشعب الذي يتضمن تحطيم وتقسيم الأفكار القديمة، وعمل روابط جديدة، وتوسيع حدود المعرفة، وإدخال الأفكار العجيبة والمدهشة؛ أي توليد أفكار ونواتج جديدة من خلال التفاعل الذهني، وزيادة المسافة المفاهيمية بين الفرد وما يكتسبه من خبرات.

    ويعرفه اولسون (Olson) بأنه: عملية ذهنية يتم فيها توليد وتعديل الأفكار من خبرة معرفية سابقة وموجودة لدى الفرد، فلا يمكن تكوين حلول للمشكلات إذا لم يكن لدى الفرد خبرة معرفية سابقة، كما يشير إلى القدرة على تكوين أفكار جديدة باستخدام عمليات عقلية أهمها التصور والتخيل.

    ويعرفه دينكا (Dinca) على أنه عملية ذهنية تهدف إلى تجميع الحقائق ورؤية المواد والخبرات والمعلومات في أبنية وتراكيب جديدة لإضاءة الحل.

مهارات التفكير الإبداعي

    اتفق أغلب الباحثون والدراسون في مجال التفكير الإبداعي على عدة ومهارات، وهي:

  • الطلاقة: 

    وهي القدرة على إنتاج أو توليد عدد كبير من الأفكار الجيدة والصحيحة لمسألة أو مشكلة ما نهايتها حرة ومفتوحة.

    ويمكن قياس مهارة الطلاقة بالأدوات الآتية: 
  1. سرعة التفكير باعطاء كلمات ضمن تنسيق أو نمط معين.
  2. تصنيف الأفكار وفق متطلبات معينة.
  3. اعطاء عدد من الكلمات ترتبط بكلمة واحدة.

    وتأخذ الطلاقة عدة صور،هي: الطلاقة اللفظية وطلاقة الكلمات، وطلاقة المعاني أو الطلاقة الفكرية، وطلاقة الأشكال.

  • المرونة:

    وهي القدرة على توليد أفكار متنوعة ليست من نوعية الأفكار المتوقعة، والتحول من نوع معين من الفكر إلى نوع أخر عند الاستجابة لموقف معين، أي القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغيير الموقف، فهي عكس الجمود الذهني، وتمثل الجانب النوعي للإبداع.

    وتاخذ المرونة عدة صور، وهي: المرونة التلقائية، والمرونة التكيفية.

    وتقاس المرونة باستخدام بعض الدوات مثل:

    اكتب مقالًا قصيرًا لا يحتوي على أي فعل ماضٍ.

    ما هي الاستخدامات الممكنة لإطارات السيارات القديمة؟.

    ما الكلمات التي يمكن أن تحل مكان كلمة (آمان)؟.

  • الأصالة:

    وهي القدرة على التعبير الفريد، وإنتاج الأفكار البعيدة والماهرة أكثر من الأفكار الشائعة والواضحة، أي انها التميز والتفرد في الفكرة والقدرة على النفاذ إلى ما وراء المباشر و المألوف من الأفكار.

    مثال: إذا كان كتابك يستطيع التحدث معك، فماذا يمكن أن يقول؟.

  • الحساسية للمشكلات: 

    وهي القدرة على اكتشاف المشكلات والمصاعب واكتشاف النقص بالمعلومات، أي أنها الوعي بوجود مشكلات أو احتياجات أو عناصر ضعف في الموقف.

    كما تتضمن ملاحظة الفرد الكثير من المشكلات في المواقف المعروضة، ويدرك الأخطاء، ويتولد لديه الإحساس والشعور بالمشكلة؛ مما يتطلب إرتفاع مستوى الوعي وزيادة، ومن الأمثلة: 

    لماذ لا يكون جهاز الهاتف بهذا الشكل حتى يسهل على الأطفال استخدامه لطلب المساعدة مثلًا؟.

  • التفاصيل:  

    وتمثل قدرة الفرد على تقديم إضافات أو زيادات لفكرة ما، وتقود بدورها إلى زيادات أو إضافات أخرى، أي أنها القدرة على غضافة تفاصيل جديدة للأفكار المعطاة.

    وتتضمن هذه المهارة التفكيرية الوصول إلى افتراضات تكميلية تؤدي بدروها إلى زيادة جديدة، أي مدى الخبرة أو المساحة المرعفية لدى المتعلم، فهي مهارة استكشاف البدائل من أجل تعميق وتكامل الفكرة، ومن الأمثلة:

    أذكر تفاصيل الأحداث في الخلقة الأخيرة من البرنامج التلفزيوني؟.

    أكتب قصة، ثم أضف إليها التفاصيل المناسبة لتكون أكثر تشويقًا؟.

    أضف إلى المعادلات الحسابية الآتية، كي تجعلها معادلات مختلفة لنفس الأرقام

(مثال: 3+3=6، 3+1+3-1=6).

مراحل التفكير الإبداعي

    اقترح ألبرجت (Albrecht) أن التفكير الإبداعي يمر في خمس مراحل، ويمكن تحديدها بالآتي:

  1. مرحلة التشرب: وتتضمن هذه المرحلة قيام الفرد بتشرب واستدخال جميع المعلومات من حولهم من خلال الاستماع إلى أفكار جديدة/ ووجهات نظر مختلفة دونما أي تحيز من طرفهم، ومن ثم يطلقون العنان لتخيلاتهم أن تأخذ الفكرة أو الموقف إلى مسافات بعيدة.
  2. مرحلة الإلهام: وهي مرحلة أخذ الأفكار المتنوعة، وإعطاؤها للدماغ، وبعدها يتمكن الفرد من تشكيل مجموعة من الحلول المتنوعة والأفكار الجديدة.
  3. مرحلة إختبار الفكرة: ويتم في هذه المرحلة السماح بفشل الحل أو جميع الحلول الممكنة على إعتبار أن الفشل يسمح بتكوين المزيد من الأفكار.
  4. مرحلة تنقيح وتعديل العملية عند الحاجة: وهي مرحلة مراجعة الفكرة (تعديل الأفكار وإعادة التوازن) كما أنها تمثل الخطوة الإضافية نحو إنتاج ما هو جديد.
  5. مرحلة تفسير الحل الذي تم إختباره: ويجب أن يشمل التفسيرات الأسباب والكيفية، حيث أن الحل سوف يقلل من حدوث وتكرار المشكلة، وفي هذه المرحلة يجب طرح السؤال الآتي: هل سيكون الأشخاص المعنيين بالمشكلة قادرين على فهم واستخدام الحل؟.

استراتيجيات تنمية التفكير الإبداعي

    تشير الأدبيات التربوية والنفسية إلى أنه يمكن تنمية التفكير الإبداعي من خلال اقتراح أنشطة واستراتيجيات، ومن أهمها:

  •     العصف الذهني (أمطار الأفكار- التفتيق الفكري): 

    من خلال أبعاد الأفكار الإبداعية عن النقد، وهذا يوفر الفرص لتوليد الأفكار دون توقف، حيث أن أسلوب العصف الذهني يقوم على مجموعة من المبادئ، وهي:

  1. تأجيل النقد لأية فكرة أو رأي إلى مرحلة ما بعد حالة توليد الأفكار.
  2. التأكيد على مبدأ (كم الأفكار يرفع ويزيد كيفها)، ويستند هذا المبدأ على افتراض مفاده أن الأفكار والحلول الإبداعية للقضايا تأتي بعد عدد من الحلول أو الأفكار غير الجيدة.
  3. تشجيع الدوران الحر بين الأفراد بخصوص طرح الأفكار.
  4. محاولة الربط والتطوير للافكار المعطاة.
  • جعل الغريب من الأفكار مألوفا، وجعل المألوف غريبا: 
    حيث يُطلب من المتعلمين أن يحاولوا التفكير بأكبر عدد ممكن من الاستخدامات غير المألوفة لأشياء عادية، مثال: كيف يمكن لأطنان المطاط من العجلات القديمة أن تستخدم في مزيج لإسفلت الشوارع.

  •  توليد الافتراضات والبحث عن التناقضات من الأفكار: 

    حيث يتم استخدام جمل من نوع: "ماذا لو، ماذا إذا..." ويتم محاولة بناء ما يمكن تسميته الإستيعاب لما هو موجود، أو الفهم المجرد للعالم الطبيعي والنظام الاجتماعي، ويحدث إكتساب الفهم بمجرد طرح السؤال ماذا إذا، أو ماذا لو.

  • تألف الاشتات:

 يعد هذا الأسلوب من النماذج التعليمية المتبعة في تحسين التفكير الإبداعي، حيث يكثر استخدام أشكال الاستعارة والمجاز والمشابهة في الأسلوب بهدف الوصول إلى الحل الإبداعي، ويمكن تحديد استراتيجيتين وفق هذا النموذج:

  1. استراتجية جعل المألوف غريبا: ويسير المتعلم وفق سلسلة من المتشابهات أو المجاز دون محددات منطقية، ويتم فيها زيادة المسافة المفاهيمية (المعرفية)، كما أن هناك حرية الحركة للخيال والتصور دون تحديد اتجاه معين، ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان المعلم يستهدف عملية الإيجاد والإبداع الفكريين.
  2. استراتيجية جعل الغريب مألوفا: يحاول الطلبة الربط بين فكرتين معينتين، وتحديد أوجه الشبه بينهما، ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان المعلم يستهدف ارتياد الأفكار، واستشكاف جوانب محددة يتصل بموضوع معين.

  •  تحسين الإنتاج: 

    ويستخدم المعلم مجموعة من الأسئلة التي تتطلب تخيلًا ذاتيًا ذات قيمة، وفيما يلي نماذج من الأسئلة:

    كيف يمكن تحسين المقعد في المدرسة؟.

    كيف يمكن الاستفادة من المساحة غير المستخدمة بين الجدران وفق الاسطح وفق التسوية؟.

المرجع

    العتوم، عدنان يوسف والجراح، عبدالناصر ذياب وبشارة، موقف (2009). تنمية مهارات التفكير نماذج نظرية وتطبيقات عملية. ط2، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.


author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

Kommentare
    Keine Kommentare
    Kommentar veröffentlichen
      NameE-MailNachricht