تُعد الإدارة منظومة متكاملة من القيم والأخلاق والأساليب وأنماط الممارسة، ونجاح المؤسسات على اختلاف مجالاتها يعتمد على النمط الإداري الممارس فيها، فالإدارة هي العامل المحرك للعاملين فيها نحو الأهداف المرجوة، والذي يجعلهم يتفانون في أداء مهامهم.
إن الإدارة الأخلاقية من الاتجاهات الإدارية التي حظيت بالاهتمام كبير من قبل مؤسسات الأعمال والمؤسسات التعليمية لما للمدراء من مسؤوليات أخلاقية تتبع من مكانتهم التي يتمتعون بها.
مفهوم الإدارة الأخلاقية
تعرف الإدارة الأخلاقية بأنها مجموعة من السلوكيات التي تتسم بخصائص أخلاقية ملائمة مثل: المصداقية، والأمانة، والعدالة الصدارة عن المدراء قاصدة بذلك تعديل وتحسين وتعزيز السلوكيات بين مرؤوسيهم، وذلك عن طريق توضيح التوقعات الأخلاقية، ومناقشة القضايا الأخلاقية، ودعم المعايير والسلوكيات الأخلاقية.
ويُعتقد بأنها ممسارات المدراء التي تتسم بالقيم الأخلاقية كالمساواة، والعدل، والأمانة، والصدق.
وهي تحلي المدير بالمقدرة والمهارات والمؤهلات المهنية المرتفعة والصفات الأخلاقية الحسنة التي تمكنه من صنع معايير وأنظمة تنظم علاقات ويلوك العاملين تجاه وظائفهم التربوية على مستويات مرتفعة من المهنية والأخلاقية.
أهمية الإدارة الأخلاقية
تبرز أهمية الإدارة الأخلاقية في دورها الكبير في إدارة المؤسسات التعليمية؛ لما لها من أثر كبير على مستوى الأداء وزيادة رضا العاملين، فالمدير الأخلاقي يمارس الإدارة بطريقة القدوة والأسوة في ممارساته الأخلاقية التي تصبح نموذجًا يحتذى للخطأ والصواب والنزاهة والعدالة والشفافية.
كما يمكن أن تؤثر الإدارة الأخلاقية إيجابيًا على الفرد والمؤسسة التربوية، فعلى المستوى الفردي تساعد في الحفاظ على بيئة عمل إيجابية تلهم الموظفين ليحذوا حذو المدراء الأخلاقيين، فالإدارة الأخلاقية ترفع الروح المعنوية داخل الفريق وتؤثر أيجابيًا على أدائه.
مبادئ الإدارة الأخلاقية
تقوم الإدارة الأخلاقية على عدة مبادئ تعتبر جوهر الإدارة الأخلاقية، وهي كما يلي:
- الصدق، والذي يجعل المدارء الأخلاقيين محل ثقة العاملين في المؤسسة التعليمية.
- العمل على تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية ورؤيتها ورسالتها.
- معاملة الجميع بالمساواة، واتخاذ القرارات بالإنصاف دون تحيز لطرف على آخر.
- الحرص على أن تسود مشاعر الرضا والارتياح لدى العاملين عن طريق العدل.
- احترام العاملين والاستماع لآرائهم وأفكارهم، وتقدير مساهماتهم وإنجازاتهم.
- الاهتمام بالعاملين والعمل بروح الفريق الواحد.
- تفويض الصلاحيات للعاملين ليشعر كل واحد منهم أنه جزء من المؤسسة.
خصائص الإدارة الأخلاقية
ثمة خصائص تميز الإدارة الأخلاقية في المجالات الشخصية والعلاقات الإنسانية، وهي كالآتي:
- أن المدير الأخلاقي يتصرف بشكل غير أناني ومثالي ويحترم نفسه والآخرين معه.
- المدير الأخلاقي يعمل على شحذ همم العاملين معه لمزيد من الأداء الفعال.
- القدرة العالي للمدير الأخلافي على تحمل السؤولية، وتحفيز العاملين والتمييز بين الصواب والخطأ في تصرفاتهم.
- يقاوم المدير الأخلاقي الفساد والإنحلال الأخلاقي.
- يعمل المدير الأخلاقي على نشر الثقافة التنظيمية الأخلاقية التي تشكل الهوية الشخصية للعاملين مما يبعدهم عن مخالفة اللوائح والقوانين، ويجعلهم أكثر تميزًا عن غيرهم في المؤسسات الأخرى.
معايير الإدارة الأخلاقية
هناك معايير للإدارة الأخلاقية يجب على المدير التربوي الحرص والانتباه على تطبيقها في المؤسسة التربوية لما لها من نتائج إيجابية، وهي كالآتي:
- المعيار الأول: يتمثل في برنامج الأخلاقيات وما يحكمها من أنظمة وقوانين واضحة ومحددة.
- المعيار الثاني: يتضمن رسوخ الأخلاق في ثقافة المؤسسات التربوية، وشيوعها والالتزام بممارستها والتأثر بها.
- المعيار الثالث: يتضمن المواطنة ومسؤولية المؤسسات التربوية، حيث يقيس تأثير واقع قرارات المؤسسات التربوية على المجتمع المحلي.
- المعيار الرابع: الذي يتربط بالحوكمة الرشيدة المتبعة، ويشمل المناسب الإدارية والقيادية من أعمال ووظائف ومسؤوليات.
- المعيار الخامس: يسمل القيادة والابتكار وما لها من عوائد إيجابية على المؤسسات التربوية وىلآخرين من جميع الجوانب.
مرتكزات الإدارة الأخلاقية
للإدارة الأخلاقية مرتكزات يجب الحرص عليها واتباعها، وتتمثل بالآتي:
- التأثير بالآخرين: الصفات التي يتصف بها المدير لها تأثير كبير في حياة الجماعات، فشعور المرؤوسين بالمحبة والمودة سيجعلهم أكثر رضا وتقبل لآراء المدير .
- الاتصال الفعال: يعتمد نظام الاتصال الفعال على التغذية الراجعة بين المدير والمرؤوسين، وهو الذي سيعمل على تحقيق الأهداف، وجعل كل من المدير والمرؤوسين شركاء في تحمل المسؤولية.
- تفويض الصلاحيات: يقصد بها إعطاء المهام للمستويات الإدارية الأقل فيما يتعلق باتخاذ القرارات وتحقيق الأهداف المرجوة، ولا بد لهذا التفويض من تحقيق بعض الشروط، وهي: ضرورة توصيل المعلومات بشكل كامل من المدير للمروؤسيين، وإعطاء الصلاحيات والمسؤولية معًا، ووضع معايير للأداء والرقابة، وإعطاء المرؤوس نوعًا من الحرية، ومتابعة العاملين فيما يتعلق بالدعم وتحمل المسؤولية.
- العدالة والشفافية: العدالة هي إعطاء كل ذي حق حقه، ولذلك على المسؤولين في الإدارة توخي العدالة في كافة الإجراءات والقرارات التي يقومون باتخاذها من تعيين، وإجازات، ونقل وغيرها، فذلك يقيد مشاعر المرؤوس تجاه المؤسسة وينمي انتماءه لها.
أبعاد الإدارة الأخلاقية
يمكن تلخيص أهم أبعاد الإدارة الأخلاقية الرئيسة كما يلي:
- الرؤية الأخلاقية: ويعني رؤية تنظيمية أخلاقية تعلهم القيم والمبادئ على مستوى المؤسسة، وتوصيل الرؤية بثقة بحيث يتم تبنيها من قبل العاملين طواعية، وتطوير استراتيجية قابلة للتطبيق والاستدامة، وتوضيح الأدوار الفردية والجماعية في تنفيذ الرؤية الأخلاقية.
- السلوك الأخلاقي: ويعني القيام بفعل الشئ الصحيح بالطريقة الصحيحة أي التمسك بمعايير أخلاقية عالية، بما في ذلك الانفتاح على الآخرين والأمانة والعدالة.
- التمكين الأخلاقي: ويعني تجهيز العاملين للتعامل مع المعضلات الأخلاقية من خلال التعليم والتدريب المستمر، وتعزيز الملكية والمسؤولية المشتركة من خلال منح العاملين سلطة اتخاذ القرار، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة، والالتزام بالتطور والنمو الأخلاقي.
- تحقيق العدالة: يهتم المدراء الأخلاقيون بقضايا العدالة والمساواة، ويجعلون من أولى أولياتهم التعامل مع جميع المرؤوسيين بطريق متساوية، وتستلزم أن يضع المدراء قضايا العدالة محور اتخاذ قراراتهم.
- بناء المجتمع: تُؤسس الإدارة الأخلاقية على بناء المجتمع، وكسب ثقته، ويسهم اتجاه المدراء نحو المجتمع في التأثير على سلوك المرؤوسيين من أجل تحقيق الأهداف المشتركة للمؤسسة.
- إدارة الأخلاق: ويُعني المرافبة والتقييم باستمرار لممارسات الأعمال والقرارات مقابل الرؤية والقيم والمبادئ الأخلاقية التنظيمية، ومراقبة وتقييم فعالية الأنظمة الأخلاقية مثل مدونة السلوك، وتعزيز السلوك الأخلاقي من خلال الاعتراف والمكافأت.
دراسات حول الإدارة أو القيادة الأخلاقية
فيما يلي بعض لدراسات تناولت موضوع الإدارة أو القيادة الأخلاقية: