فكرة التعلم المعكوس تتعلق بأن ما يتم عمله في البيت ضمن التعلم التقليدي يتم عمله خلال الحصة أو المحاضرة، وأن ما يتم عمله خلال الحصة أو المحاضرة في التعلم التقليدي يتم عمله في البيت.
فيتعرض الطالب للمداة الدراسية خارج الحصة الصفية سواء من خلال فيديو تعليمي يقوم المعلم بتسجيله لشرح درس معين أو قراءات تتعلق بموضوع الدرس.
تعريف التعلم المعكوس
هو حالة يتم فيها توظيف التكنولوجيا المناسبة والمتوفرة من أجل إثراء العملية التعليمية وتحسين تحصيل الطلبة، ويتم ذلك من خلال إعادة تشكيل مجريات العملية التعليمية.
كم يُعرف بأنه تعلم يتم فيه تقديم المحتوى الجديد للطلبة في المنزل قبل أن يأتوا للحصة الصفية، أما خلال الحصة الصفية فيتم تقوية المحتوى الجديد عن طريق ما يقوم به الطلبة من تطبيقات عملية وتجارب ومناقشات تحت إشراف المعلم.
وينظر للتعلم المعكوس على أنه تعلم يسعى إلى دمج أنماط واستراتيجيات التعلم لتشمل التدريس المباشر والتعلم النشط الذي يعتمد على الطالب، وأساسه زيادة الوقت المتاح للطالب للتفاعل مع المعلم بصفة ذاتية شخصية.
وهو تقنية تسعى إلى إحداث تغييرات إيجابية في العملية التعليمية، والذي يحدد مدى الاستفادة من هذا التعلم ومدى ملاءمته هو طبيعة المادة والطلبة والظروف المحيطة بذلك.
الصفوف المعكوسة
تعتبر الصفوف المعكوسة من الأنماط الحديثة للتعلم، والتي تعتبر بأنها تطور طبيعي للتعلم المدمج، ويتم في هذا النمط عن طريق تدريس الطلبة الحصة الصفية من خلال فيديوهات تعليمية توضع على الإنترنت.
فيشاهد الطلبة الفيديوهات في البيت بحيث يفهم المفاهيم والأفكار من خلالها، وفي الصفوف الدراسية يقوم المعلم بالإجابة عن أسئلة الطلبة والتعامل مع المششكلات التي ربما تواجه البعض منهم أثناء محاولتهم للفهم خلال متابعة الفيديوهات.
وتعتمد آلية الصفوف المعكوسة على عكس دور البيت ودور المدرسة ليأخذ كل منهما دور الآخر في التدريس التقليدي، ففي الطريقة التقليدية يتم شرح المادة العلمية للطلبة من قبل المعلم ثم يعطون أسئلة ومشكلات لحلها والتدريب عليها في البيت.
أما في الصفوف المعكوسة فيعتمد الطلبة على مشاهدة الأفلام التعليمية في البيت بالرسعة والوقت المناسبين لهم حيث يمكن إعادة مشاهدة شرح نقطة معينة أكثر من مرة وكذلك من الممكن تسريع عرض الفيلم للوصول إلى ما هو مطلوب.
إن ما يتم عمله في العادة داخل الغرفة الصفية في التعلم التقليدي يتم عمله في البيت ضمن التعلم المعكوس من خلال متابعة شرح المادة التعليمية، وبذلك يستطيع الطالب أن:
- يسير بالسرعة التي تناسبه في التعلم.
- إيقاف شرح المادة متى يشاء لتدوين الملاحظات أو الأسئلة على المحتوى ثم متابعة عرض الشرح من جديد.
- إعادة المشاهدة أكثر من مرة لكي يتمكن من الفهم بالمستوى المطلوب.
- التنقل بين المشاهد السابقة واللاحقة أثناء عرض المادة من اجل استيضاح نقطة معينة أو تجاوز مقطع يعرفه من قبل.
أهمية التعلم المعكوس
- جعل الطالب فعليًا هو محور العلمية التعلمية حيث يتحول إلى عنصر إيجابي بدلًا من الجلوس والاستماع لشرح المعلم فقط بكل ما ذلك من سلبية.
- جزء من حركة بيداغوجية واسعة يتقاطع فيها التعلم المدمج والتعلم بالاستقصاء وغيرها من استراتيجيات التدريس وأساليبه وأدواته المختلفة التي تسعى إلى المرونة، وتفعيل دور الطالب وجعل التعلم أكثر متعة وتشويقًا.
- يتعلق بمهنجية العملية التعليمية، والتي يتغير فيها دور كل من المعلم والطالب من اجل الوصول إلى تعلم أفضل.
دعائم التعلم المعكوس
- توافربيئة مرنة: وذلك لاستيعاب وتسهيل المهمة أمام المعلم وليتقبل حقيقة أنه قد يكون في الحصة الصفية الكثير من الحركة والضوضاء أحيانًا، وهو أمر غير مألوف في الحصة التقليدية.
- تغير في مفهوم التعلم: وذلك بالانتقال من مركزية التعلم حول المعلم كونه مصدر المعرفة لهذه المادة ليصبح المركز هو الطالب، فيتحول الطالب من منتج لعملية التدريس ليصبح محورًا لعملية التعلم حيث يقوم باستمرار بعملية تشكيل المعرفة وبشكل فعّال وإيجابي.
- التفكير الدقيق في تقسيم المحتوى وتحليله: وذلك لتحديد ما سيتم تقديمه من المحتوى عن طريق التدريس المباشر، ومن الننكم أن يتم تقديمه للطلبة بطرق أخرى، ويعتمد هذا الأمر على قرارات يتخذها المعلم بناء على طبيعة المادة والطلبة.
- توافرمعلمين أكفاء ومدربين: الحاجة ملحة في التعلم المعكوس للمعلم الكفؤ، فالمعلم في هذا التعلم يصبح لديه الكثير من القرارات التي لا بد من أن يتخذها، ولذلك يجب أن تكون مثل هذه القرارات أقرب ما يمكن من الصواب مثل التنقل بين التدريس المباشر والتدريس غير المباشر من خلال التكنولوجيا.
ميزات التعلم المعكوس
يمتاز التعلم المعكوس عن غيره بالعديد من الميزات التي تراعي مجملها الطالب وحاجاته وإماكنياته من أجل تحقيق تعلم أفضل، ومن أهم هذه الميزات:
- التماشي مع متطلبات ومعطيات العصر الرقمي.
- المرونة.
- الفاعلية.
- مساعدة الطلبة المتعثرين أكاديميا.
- زيادة التفاعل بين المعلم والطالب.
- التركيز على مستويات التعلم العليا.
- مساعدة الطلبة من كافة المستويات على التفوق وبخاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
- المساعدة في موضوع الإدارة الصفية.
- الشفافية.
التكنولوجيا في التعلم المعكوس
- تخزين المحتوى وتقديمه بالطريقة المناسبة.
- توفير فرص للحوار والنقاش حول المحتوى الدراسي.
- توصيل المعلومات والمحتوى بسرعة وسهولة في الوقت المراد.
- إعطاء التغذية الراجعة في وقتها.
- توفير المعلومات حول تحصيل الطالب وأدائه بما يمنح المعلم فرصة للتدخل في الوقت المناسب.
التخطيط في التعلم المعكوس
- التعلم الذاتي.
- تعلم تحت إشراف المعلم.
- التعلم التعاوني.
- بناء المهارات.
أن الجمع بين هذه المحاور ضمن الحصة الصفية يتطلب مهارات إضافية من جانب المعلم؛ كون التعلم المعكوس هو أكبر من مجرد تبني وإدخال التكنولوجيا المستخدمة فيه، وأنما يتعدى ذلك ليصبح حالة تعيشها العملية التعليمية.
والتخطيط الدقيق لوقت الحصة ضروري من أجل استغلاله بشكل فعال، ويحدث ذلك من اتباع خطوات للمساعدة في إدارة وقت الحصة:
- تحليل ما يتعين على الطلبة أن يتعلموه.
- تحليل الكيفية التي من الممكن أن يتعلم بها الطلبة ما يتعين عليهم أن يتعلموه.
- إعادة النظر في وقت الحصة أو المحاضرة.