يُعد التعلم المدمج من المفاهيم الحديثة في مجال التعليم حيث إن هذا المفهوم لم يتم استخدامه إلا القليل قبل بداية القرن الحادي والعشرين، وقد يكون هذا من المبررات لعدم وضوح مفهوم التعلم المدمج.
وقد يكون هناك خلط بين توظيف التكنولوجيا في التعليم داخل الغرفة الصفية، ومفهوم تقليل وقت التفاعل المباشر بين المعلم والطالب داخل الغرفة الصفية ضمن التعلم التقليدي، واستبدال جزء منه بوقت يتم قضاؤه خارج الغرفة الصفية، والاستفادة مما تقدمه الإنترنت من أدوات في هذا المجال.
تعريف التعلم المدمج
ويُعرف بأنه استراتيجية تجمع بين اشكال التعلم المباشر على الإنترنت، وأنه يمزج التدريس المباشر مع التعلم عن طريق الإنترنت على أن لا تقل نسبة نقل المحتوى التعليمي عن طريق الإنترنت عن (30-79) بالمئة.
ويُنظر إلى التعلم المدمج على أنه النشاطات التعليمية التي تشمل على الدمج الممنهج للتفاعل المباشر (التقليدي) مع التفاعل بمساعدة التكنولوجيا بين الطلبة والمعلمين والمصادر التعليمية.
وهو إعادة هيكلة للاتصال والتواصل بين المعلم والطالب ليصبح هذا التواصل غير مقتصر على اللقاءات الصفية المباشرة داخل الحصة (المحاضرة)، والهدف من ذلك زيادة التفاعل وإيجاد فرص أكثر للتعلم من خلال الإنترنت.
التسمية
هناك العديد من المسميات التي تطلق على هذا النمط من التعلم الذي يجمع بين التعلم التقليدي والتعلم الإلكتروني، ومن هذه المسميات:
- التعلم الهجين.
- التعليم الخليط.
- التعلم المدمج.
وهذه المسميات هي ترجمة لهذا المصطلح باللغة الإنجليزية، وذلك أن مصطلحات عدة تطلق على هذا المفهوم في اللغة الانجليزية:
وبالنسبة للمسمى في اللغة العربية فإنه يتماشى مع ذلك، فبينما يميل البعض إلى استخدام مصطلح التعلم المتمازج يميل آخرون إلى ساتخدام التعلم المدمج.
ويدل المزج على الخلط بين نوعين أو نمطين بحيث يتم تكوين نمط جديد يصبح مكونًا من نمطي التعلم التقليدي والإلكتروني كما يبدو التركيز على المتمازج للتأكيد على التفاعل الذي يتم بين نمطي التعلم.
كما يششير المصطلح إلى أن الدمج بين النمطين ينبغي أن يكون محكمًا حتى نتمكن من الوصول إلى نمط متداخل ومتين.
ميزات التعلم المدمج
ويمكن الإشارة إلى عدد من ميزات التي تجعل من نمط التعلم المدمج أفضل من كل نمط من النمطين (التقليدي، والإلكتروني) إذا ما أخذ لوحده، ومنها:
- ربط المتعلم داخل الغرفة الصفية وخارجها ومتابعته.
- زيادة أعداد الطلبة في الغرفة الصفية.
- الخروج بالعملية التعليمية من النمطية والملل.
- خفض نفقات التعلم.
- التعامل مع المتغيرات والكوارث الإنسانية.
- إبقاء الفرصة متاحة أمام لقاء الطلبة بالمعلمين.
- تصميم تعلم فردي يناسب كل طالب.
- تخفيف حالة التوتر التي قد تنشأ نتيجة استخدام التكنولوجيا لدى البعض.
- إثراء العملية التعليمية التعلمية.
عوامل نجاح التعلم المدمج
- توفير الظروف اللازمة للنجاح: ويكون ذلك من خلال تحديد الأهداف والمخرجات التعليمية المطلوب تحقيقها، وتوفير الدعم، وتوفير التمويل اللازم لنجاح التعلم المدمج.
- التخطيط: ويتعلق باتخاذ القرارات فيما يتعلق بالاستراتيجية المستخدمة، والجداول الزمنية، وأنماط التدريس المعتمدة، والنظام الذي سيتم اعتماده والمحتوى والتكنولوجيا، والأجهزة اللازمة لذلك، والمعلمين وتطويرهم مهنيًا، والتقييم.
- التطبيق: وعند مرحلة التطبيق لا بد من متابعة وتعديل بعض الجوانب، وتشمل البنية التحتية من سرعة الإنترنت في المدرسة والشبكات والتحديث المستمر، والدمج والتطوير المهني، والدعم الفني والتقني، ودعم التنفيذ والتطبيق للتعلم المدمج.
- التطوير: وهو من أهم سمات المؤسسات التعليمية الناجحة، والتي تسأل وبشكل دوري حول الواقع وإمكانية تحسينه مستقبلًا.
نماذج التعلم المدمج
التعلم المدمج هو نمط حديث من أنماط التعلم، وبالرغم من حداثته إلا أنه بدأت تتشكل ملامح أربعة نماذج منه في السنوات الأخيرة، وهي:
وتشكلت منه أربعة نماذج فرعية: التناوب على محطات التعلم، والتناوب الفردي، والتناوب على المختبرات، والصفوف المعكوسة.
هو أحد نماذج التعلم المدمج الذي يعطي الطالب الحرية في تسجيل مادة (مساق) أو أكثر من المواد التي يدرسها عن طريق الإنترنت، بينما يدرس المواد الأخرى بالطريقة التقليدية.
وما يميز هذا النموذج أن الحرية تعود للطالب نفسه في أن يأخذ هذا المساق بالطريقة التقليدية أو عن طريق الإنترنت، ويختلف هذا النموذج عن التعلم الإلكتروني من خلال الإنترنت أن الطالب يدرس هذا المساق عن طريق الإنترنت، وتبقى لديه الفرصة لاختبار بيئة التدريس التقليدية من خلال مساقات أخرى.
وفي هذا النموذج يكون فيه الدمج على مستوى التخصص وليس على مستوى المادة، حيث أن الدمج في التعلم المدمج من الممكن أن يكون على مستويين: الدمج على مستوى التخصص وهو ما يتم تطبيقه في النموذج الإنتقائي، والدمج على مستوى المادة الواحدة وهو ما يطبق في بقية النماذج الأخرى.
ضمن هذا النموذج يعد التعلم من خلال الإنترنت هو العمود الفقري لتعلم الطلبة، غير أن ذلك يكون داخل الغرفة الصفية، ولا يخضع الطلبة جميعهم لجدول دراسي واحد وإنما يتم وضع جداول بناء على حاجات كل طالب.
ويعمل الطلبة ضمن هذا النموذج على الحاسوب بشكل منفرد أو ضمن مجموعات، وإلى جانب يتوافر غرف للدراسة ضمن مجموعات، ويقوم المعلم بمتابعة تعلم الطلبة والتدخل عندما يرى حاجة لذلك.
ويقوم هذا النموذج باستبدال تدريس مجموعات كبيرة من الطلبة أو جميعهم بالتدريس باستخدام التكنولوجيا، فالتكنولوجيا تحل محل المعلم في إعطاء المعلومات والشرح بما يتيح له للقيام بأمور أخرى.
جاء هذا النموذج لتحسين التعلم الإلكتروني الإفتراضي من خلال إعطاء فرصة للقاءات التقليدية التي يفتقر إليها التعلم الإلكتروني عن بعد، وضمن هذا النموذج يتم تقديم خبرات تعليمية تشمل المدرسة أو المؤسسة التعليمية ككل بحيث يقوم الطلبة في كل مادة تعليمية بتقسيم أوقاتهم بين الحضور الفعلي إلى المؤسسة وبين التعلم إلكترونيًا عن بعد من خلال الإنترنت.
وما يميز هذا النموذج عن غيره أن الطالب نادرا ما يحضر فعليا إلى المدرسة أو المؤسسة التعليمية، ويختلف عن النموذج الإنتقائق بأنه في الإنتقائي يكون ضمن المساقات المختلفة بينما في الافتراضي المحسن يشمل المؤسسة التعليمية ككل وفي المادة الواحدة.
وسائل التدريس المستخدمة في التعلم المدمج
يمكن تقسيم الوسائل المستخدمة في التعلم المدمج إلى صنفين: مباشر (متزامن) وغير مباشر (غير متزامن).
حيث تشير الوسائل المباشرة إلى الوسائل التي تشير إلى الوسيلة التي تتطلبة وجود المعلم والطالب في الوقت نفسه أثناء التدريس، بينما لا تتطلب الوسائل غير المباشرة ذلك.
فالتعلم الذي يتم عن طريق المحادثة المباشرة على الإنترنت يتطلب وجود طرفي العملية التعليمية على الإنترنت في ذات الوقت من اجل إجراء حوار بينما استخدام وسائل أخرى مثل: المنتيات من الممكن أن يتم الحوار من خلالها مع إمكانية تأخير الردود والتعليقات إلى الوقت الذي يناسب الطرفين.
من الأمثلة على الوسائل المباشرة: التدريس المباشر (وجها لوجه)، والمحاضرات المباشرة على الإنترنت، ومؤتمرات الفيديو، والأنظمة التشاركية، والمؤتمرات الصوتية، والتدريب في مكان العمل، وأنظمة الدعم الإلكتروني.
ومن الأمثلة على الوسائل غير المباشرة: المحاكاة، والبرامج التعليمية (من خلال المواقع الإلكترونية أو الأقراص المدمجة)، والكتب، والتدريب المستعجل (الذي يعتمد في الغالب على عرض الشرائح)، والتمارين والتدريبات، والمواد والوثائق المساعدة كالنشرات والمطويات.