يعتبر التخطيط التربوي من أهم مجالات التخطيط الشامل، والذي يشمل جميع المجالات، فالتخطيط التربوي يقوم بإعداد القوى البشرية المؤهلة، والتي تمتلك القدرات والمهارات والمعارف والمعلومات والاتجاهات في جوانبها العملية والعلمية والفنية اللازمة للتنمية وبناء التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
ويمكن القول إن عملية التخطيط التربوي عملية مستمرة وديناميكية إضافة إلى أنها عملية ضرورية للمجتمعات العصرية.
مفهوم التخطيط التربوي
التخطيط التربوي: هو العملية التي تستهدف تنظيم شؤون التربية والتعليم في المجتمع، وعلاج المشكلات التربوية بحلول واقعية وملائمة للإمكانيات ومسايرة لأهداف المجتمع، وتوفير تعليم مناسب لقدرات واستعدادات وحاجات المتعلمين.
ويعرف أيضا: بأنه وسيلة تتيح لنا وضع مخطط منهجي لأوجه النشاط التي ينبغي القيام بها بغية تحقيق الأهداف في حدود إمكانيات وتطلعات بلد ما في سبيله نحو التنمية المستمرة.
خصائص التخطيط التربوي
- التخطيط التربوي أسلوب علمي موضوعي في التفكير.
- التخطيط التربوي تفكير تحليلي دينامي.
- التخطيط التربوي تفكير تكاملي.
- التخطيط التربوي يتضمن تفكيرًا إسقاطيًا.
- التخطيط التربوي يتسم بطابع الفكر التجريبي.
- التخطيط التربوي عملية تفكير مرتبطة بالزمن.
- التخطيط التربوي عملية يرتبط نجاحها بمقومات أساسية كالواقعية، والمرونة، والشمول، والتنسيق، والاستمرارية، واستثمار الموارد المتاحة.
أهمية التخطيط التربوي
وتتمثل أهمية التخطيط التربوي أيضا في أنه أمر لازم لزيادة فاعلية النظم التعليمية، ولارتباط مشروعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالنظم التعليمية، ونظرًا للتغيرات الحادثة في البنية التعليمية التي تتطلب تخطيطًا سليمًا للانتقال من التربية التقليدية إلى تربية ترتكز على الانتفاع العلمي، وتطوير الذكاء، وحل المشكلات، والابتكار.
عوامل التخطيط التربوي
- السكان: من اهم وظائف التخطيط التربوي توفير التعليم المناسب لسكان المجتمع حسب حاجاتهم التربوية، ولتحقيق ذلك يستند التخطيط التربوي إلى الاحتياجات التربوية لقطاعات المجتمع المختلفة، وإلى خصائص السكان فيضع في ضوئها الخطة التربوية.
- العوامل الاقتصادية: بين التربية والاقتصاد علاقة تبادلية واضحة؛ فالاقتصاد مرهون بالتربية التي تمده بالموارد البشرية، والتربية محكومة بالاقتصاد الذي يضمن لها الموارد المالية.
- قطاع الخدمات: يرتبط قطاع الخدمات بعلاقات متشابكة ومتنوعة مع قطاعات كثيرة، ومن بينها التربية والتعليم كون هذا القطاع هو الأساس في أنشطة المراكز الحضرية في العالم.
- الموارد البشرية: توجد صلة عضوية بين حجم متطلبات خطط التنمية من الموارد البشرية، وما تقدمه التربية من الطاقات البشرية المدربة والمؤهلة، وضرورة استناد التخطيط إلى معرفة دقيقة لما يحتاج إليه السوق الاقتصادي من كوادر وتخصصات.
- ثقافة المجتمع: الثقافة من أهم العناصر التي تحدد طبيعة التخطيط التربوي، وأهدافه وأساليبه واتجاهاته، وتعتبر الثقافة الإطار العام الذي يتحرك التخطيط التربوي في حدوده، ولها تأثير في التخطيط التربوي.
- بنية المجتمع: بنية المجتمع هي تركيبته الطبقية، والثقافية، والفئوية، حيث يؤخذ بعين الاعتبار عند التخطيط التربوي البنية الطبقية للمجتمع من حيث توزيعهم حسب مستوى دخلهم، وحسب المناطق ونوع العمل، ونسبة الذكور إلى الإناث.
- سياسة الدولة: تمثل سياسة الدولة الخطوط العريضة التوجيهية لأهداف وفعاليات ونشاطات جميع قطاعات المجتمع الصحية، والخدمية، والاقتصادية، والتربوية.
مبادئ التخطيط التربوي
- أن يكون التخطيط مبنيًا على حاجات حقيقية يشعر بها المخطط التربوي نتيجة المعلومات والبيانات التي يحصل عليها.
- أن تكون الأهداف واضحة ومحددة وقابلة للتنفيذ في زمن معقول.
- أن يكون التخطيط مرنا بالقدر الذي يستطيع فيه مدير المدرسة مراجعة الحاجات الطارئة والصعوبات والمشكلات غير المتوقعة.
- أن يكون التخطيط شاملًا لجميع نشاطات ومجالات العمل المدرسي، وفي إطار الأولويات.
- أن تكون الخطة واقعية يمكن تطبيقها على أرض الواقع.
- أن يحدد جدول زمني لتحقيق أهداف الخطة.
- أن يشترك في إعداد وبناء الخطة كل المعنيين بها.
- أن تؤخذ بعين الاعتبار الكلفة التي تحتاجها الخطة.
- أن يتضمن التخطيط إجراءات التقويم بمستوييه المرحلي والختامي.
ركائز التخطيط التربوي
مقومات التخطيط التربوي
- الواقعية: وتعني تناسب الإمكانيات المتاحة والممكنة مع الآمال والأهداف المنشودة بمعنى وضع أهداف واستراتيجيات تنفيذ الخطة في ضوء الإمكانيات والموارد المتاحة.
- المرونة: ويقصد بها قابلية عناصر الخطة للتعديل والتغيير طبقًا لما تسفر عنه الحقائق الواقعية عند تنفيذ الخطة.
- الشمول: وهو أن يكون للخطة السيطرة والتوجيه على كافة الموارد المتاحة لضمان تحقيق التناسق والتكامل بين القرارات والسياسات التخطيطية مما يكفل النمو المتوازن.
- الاستمرارية: وهي أن يكون للتخطيط سلسلة مترابطة من العمليات المتداخلة التي لا تنقطع أي أن يكون للتخطيط دورة تتكامل فيها البدايات مع النهايات.
- الإلزام: ويعني اعتبار الخطة برنامج عمل لكافة الوحدات والأفراد على مختلف مستوياتهم بحيث تصبح ملزمة التنفيذ، وذلك بترجمتها إلى إجراءات عملية تمارس بالفعل وضمان تنفيذها وفقًا للجدول الزمني المحدد لها.
- المشاركة: ويقصد بها ألا يتفرد فرد واحد أوجهة واحدة بعملية التخطيط بل لا بد من مشاركة كافة الأطراف في هذه العملية.
- التنسيق: وهو ان تتكامل أجزاء الخطة وتعمل كوحدة متناسقة بين مفرداتها الداخلية كقطاع واحد والخارجية كخطة وطنية.
- سهولة التنفيذ والمتابعة: يقتضي تنفيذ الخطة أن تكون سهلة التنفيذ بمعنى أن تتضمن الخطة إلى إجراءات وخطط أكثر تفصيلًا إلى مستويات الدنيا.