ظهر الاهتمام بالطلبة الموهوبين منذ بداية القرن العشرين، وكان ذلك بالتزامن مع تطور حركة القياس العقلي، ذلك أن عملية الكشف عن الطلبة الموهوبين تتطلب بلا شك قياسًا لقدراتهم بطريقة ما.
 |
| الطلبة الموهوبين |
ويقع موضوع الطلبة الموهوبين والكشف عن موهبتهم ضمن نطاق الاهتمام المباشر للأخصائيين النفسيين والمعلمين والآباء، حيث إنه من الضروري الكشف عن الموهوبين بالوسائل المتعارف عليها في ظل سعي الدول للكشف عن الموهوبين والمبدعين ورعايتهم ضمن برامج تناسبهم.
تعريف الموهوبين
تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم الموهبة، كمفهوم التربية الأمريكي الذي عرف الطالب الموهوب بأنه يمتلك قدرات رفيعة المستوى مقارنة بأقرانه من الفئة العمرية نفسها في مجالات معينة، ويحتاج إلى برامج خدمات تربوية وتعليمية متفردة تتجاوز تلك التي تقدمها المدرسة، وهو يظهر أداءات متميزة، ولديه قدرات واستعدادات في واحد أو أكثر من المجالات الآتية:
- القدرة العقلية.
- الاستعداد الأكاديمي الخاص.
- التفكير الإبداعي.
- القدرات القيادية.
- القدرات الفنية الأدائية والبصرية.
- القدرات النفس حركية.
ويحتاج الطلبة الموهوبين إلى دعم خاص لمساعدتهم على فهم قدراتهم وإمكاناتهم
وتطويرها، والتعامل مع التحديات الشخصية والاجتماعية التي تواجههم، وتعزيز
سلوكاتهم الإبداعية والإحساس بقدرتهم على أداء المهمات المختلفة.
الموهبة والتفوق
تعتبر الموهبة حالة خاصة من الاستعداد الفطري لدى الطالب، وقد يظهر هذا الاستعداد في مجال واحد أو عدة مجالات، وأن هذه القدرات في البداية تكون خام أو مكونات أساسية لتشكيل التفوق لاحق عند التدريب ومرور الاستعداد بالعوامل المؤثرة في تطوير الموهبة.
ولا يمكن أن يكون الفرد متفوقًا ما يكن في الأصل موهوبًا، ولكن
من الممكن أن لا يصل الموهوب إلى مرحلة التفوق، وذلك في حالة عدم توفر العوامل
المؤثرة في تطور الموهبة، كون الموهبة هي القدرة والاستعداد، والتفوق هو الأداء
المتميز.
خصائص الطلبة الموهوبين
قد يُظهر الطلبة الموهوبون تقدمًا ملحوظًا في التحصيل الأكاديمي في المواد المدرسية أو قدرة استثنائية مبدعة في الفنون أو رياضات معينة أو في الأدب أو في القيادة، ويمكن البرهان عليها من خلال التحصيل، واختبارات الذكاء، والاختبارات النفسية أو أداء متفوق في مجال معين.
ويمكن للطلبة الموهوبين أن يظهروا صفات أخرى
مثل الحساسية لحاجات الآخرين، والحاجة إلى الاستقلال، والميل نحو التعبير والقدرة
على القيادة الاجتماعية واهتمامات واسعة في المجالات المختلفة، والتصرفات الملحوظة
كالقوّة والمثابرة والإنطواء المؤكّد للذات.
الكشف عن الطلبة الموهوبين
عرف البعض اكتشاف ال موهوبين بأنها " العلمية التي تستخدم عددًا من الطرق والوسائل والأدوات في التعرف على الطلبة الموهوبين"، وفيها المقاييس والاختبارات، والملاحظة، والتقديرات، وتستمد أهمية الكشف عن الموهوبين من كونها عملية ينبني عليها ما بعد فرص الرعاية والاهتمام.
وتوجد بعض الإجراءات والوسائل المساعدة على عملية الكشف والتعرف على الطلبة الموهوبين، ومنها:
- الوصول إلى تعريف محدد ومقنع للموهوبين.
- أن تكون إجراءات القياس واضحة ومتفق عليها.
- تضمين الإبعاد الجسمية واالمعرفية والانفعالية والاجتماعية في عملية الكشف.
- الأخذ بعين الاعتبار أراء المحيطين بالطالب الذي يعتقد أنه موهوب.
- التأكد من صدق عملية الكشف.
- فاعلية البرامج المستخدمة في عملية الكشف.
وطرق الكشف عن الطلبة الموهوبين هي مجرد مؤشرات عن احتمالية وجود الموهبة وإمكانية تحققها في المستقبل في حالة توفر الظروف والشروط المناسبة، وما دامت أنها وسائل وطرق منبه فإمكانية تحققها نسبية.
ومن أشهر طرق الكشف عن الطلبة الموهوبين:
- اختبارات الذكاء (الفردية- اللفظية والأدائية، والجمعية كمصفوفة ريفين)
- اختبارات الإبداع ( التفكير المتشعب، والشخصية، والقدرات والاستعدادت، والميول المهنية، والقدرة الإبداعية، والقيم).
- الاختبارات التحصيلية (المدرسية، والمقننة).
- المواهب الخاصة.
- ترشيح المعلمين.
- ترشيح الوالدين.
- الترشيح الذاتي.
- الإنجاز
برامج رعاية الطلبة الموهوبين
إن البرامج المؤهلة في تنمية أداء الطلبة الموهوبين تعمل على تأهيل وإنتاج أفراد من ذوي الصفات المحببة كارتفاع الإنجازات التعليمية، وبالتالي هم أكثر حصولًا على شهادات التقدير، وأكثرهم انخراطًا في المشاريع، ومن أكثر الطلبة خبرة وخدمة لمجتمعهم.
وتكمن العناصر الأساسية في برامج رعاية الموهوبين من خلال الأسئلة الآتية:
- ما اتجاهنا نحوالموهبة؟
- لماذا نرعى الموهوبين؟
- ماذا نريد أن نحقق؟
كما يجب أن تحتوى البرامج على جانب تطبيقي يهدف إلى توفير خدمات عملية في مجال رعاية الموهوبين، تساعد المعلم والطالب على اكتساب المهارات والاتجاهات اللازمة، ومن ثم القدرة على ممارسة المهام، مع وجود تقييم لتلك البرامج.
ونظرا لأهمية هذا الموضوع قامت بعض المؤسسات التعليمية بإنشاء قسم لبرامج الموهبة، كقسم برامج الموهبة في وزارة التربية والتعليم الأردنية.
مناهج الطلبة الموهوبين
للموهوبين مناهج تعلمية خاصة يتم إعدادها حسب الاهتمامات والمراحل العمرية، ومن أهم مميزاتها الاختلاف عن المنهج المدرسي العادي، كما تتسم بالتحدي والتوسع والتعمق والتعقيد، مع مراعاة اعتماد طرق وأساليب تدريس متنوعة تراعي الفروق الفردية، وتنوع القدرات العقلية، وتعدد انماط التعلم والتفكير، وتعدد الاهتمامات، واختلاف الميول.
وتتسم مناهج الطلبة الموهوبين بالتميز مقابل حاجات الموهوبين، لذلك ينبعي لمناهج الطلبة الموهوبين أن تتسم بسمات أهمها:
- التكامل بين مجالاته المختلفة.
- التنوع.
- الاستقلال.
- الشمول.
- الإسراع.
- مستوى عال من التفكير.
- التحدي.
- فهم الذات.
- التقويم.
- العمق والاتساع.
- الاختيار.
وأن يقوم على مهارات البحث العلمي، وذلك بعد امتلاكها من قبل المعلمين القائمين على رعاية الطلبة الموهوبين، وتدربي الطلبة الموهوبين عليها بحسب الجانب الموهبة الذي يمتلكه الطالب الموهوب.
بحوث عن الموهوبين
فيما يلي بعض البحوث والدراسات التي تناولت موضوع الطلبة الموهوبين:
التعرف على الطلبة الموهوبين في المملكة العربية السعودية: وجهة نظر المختصين في الميدان التربوي.
اتجاهات المعلمين نحو برامج تعليم الطلبة الموهوبين في الأ ردن.
واقع الطلبة الموهوبين والمتفوقين بمحافظة غزة وسبل تحسينه.
متطلبات وأساليب الكشف عن الموهوبين والمبدعين.
أن إطلاع المعلمين وأولياء الأمور وحتى مصممي المناهج والكتب المدرسية على البحوث والدراسات التي تُعنى بالطلبة الموهوبين يساعدهم في فهم تلك الفئة، وكيفية التعامل معهم، وتقديم الاهتمامات والخبرات التي تساعدهم على الارتقاء بأنفسهم وشخصياتهم ومهاراتهم.