تتعلق الأهداف الوجدانية بمشاعر المتعلمين، واتجاهاتهم وعواطفهم نحو
الأشياء والأشخاص والأهداف.
وضع المربي الأمريكي كراثول (Krathwol)عام 1946م تصنيفه الشهير بالأهداف الوجدانية، على اعتبار أن الإنسان ليس عقلًا فحسب، بل المشاعر تؤثر في موقفنا مما نتعلمه، فقد نحب ونكره، كما أن المشاعر تؤثر على حماسنا وخياراتنا، فنحن عادة نتحمس لما نشعر أننا نحبه ونميل إليه، وقد صاغ كراثول أهدافه الوجدانية كما يلي:
الاستقبال
يتعلق هذا الهدف بتنمية قدرة الطالب على الانتباه لموضوع أو حدث والاهتمام
به، والوعي بما يجري من أحداث، وبدء الاستعداد للمشاركة فيها.
فالطالب المستقبل هو الطالب الذي يهتم، يصغي، يتقبّل، يعي، وبلاحظ أن هذه
الأفعال جميعها تعكس الوعي والاهتمام الهادئ، ولا يعكس دوافع هامة في التحرك
واتخاذ موقف والمشاركة.
وفي الاستقبال يهتم الطالب بما حوله دون أن يشارك فيه.
ومن الأمثلة:
- أن يهتم الطالب بقضايا الفقر.
- أن يعي أهمية مكافحة التصحر.
- أن يصغي باهتمام لحديث المحاضر.
- أن يتفهم أوضاع المسلمين في معركة أُحد.
- أن يعي أهمية زيادة الضغط في مكان ما.
الاستجابة
في الاستجابة يتقدم الطالب لاتخاذ موقف متحرك مما يجري فلا يقف عند حدود
الاهتمام، بل يتعدى ذلك إلى المشاركة البسيطة أو القوية، فيبدي ردود فعل تتراوح
بين التقبّل والرفض، والتأييد والمعارضة، والمشاركة أو الإحجام.
فالطالب المستجيب يتخذ موقفًا ويمارس أفعالًا، مثل: يشارك، يدافع، يهاجم، يرفض، يقبل، يؤيد، يعارض، يقاوم، يساند، في الاستجابة يظهر الطالب رد فعل نشط، ومن الأمثلة على أهداف استجابية:
- أن يشارك في حملة لمكافحة التصحر.
- أن يناقش الفكرة التي قالها المحاضر.
- أن يستمتع بالاستماع إلى قصيدة محمود درويش.
- أن يدافع عن وجهة نظره حول موضوع الطاقة النووية.
- أن يحرص على تطبيق القواعد النحوية عند قراءة النص الأدبي.
- أن يؤيد حملة مكافحة التلوث.
التقييم
يتعلق هذا الهدف بإعطاء قيمة تقديرية للأحداث والمواقف والأشخاص والسلوكات،
وترتبط مواقف الأفراد وتقييماتهم بما يجهلونه من عقائد وأفكار واتجاهات.
ومن يصدر أحكامًا تقيمية عادة يمارس الأفعال الآتية: يؤيد، يقيم، يختار،
يدعم.
ومن الأمثلة:
- يقدر باحترام جهود تمكين المرأة.
- يقدرّ أهمية دور المعلم في التنمية.
- يثمن دور الحكومة في تنظيم العمالة الوافدة.
- يدعم فكرة المشاركة في الاحزاب السياسية.
- يرفض فكرة استغلال المناصب العليا.
وبالتالي يصبح لدى الفرد رأي في القضايا العامة، ومن خلاله يستطيع أن يأخذ موقفًا معينًا تجاه قضية ما.
التنظيم
يرتبط هدف التنظيم بقدرة المتعلم على استخدام مجموعة من السلوكات المختلفة
في تحقيق مشروع ما، كأن ينظم أسلوبًا لجمع التبرعات أو خطة لمكافحة التسول أو يقدم
مشروعًا لمساندة الطالب الفقير.
فالطالب التنظيمي يقوم بأفعال وسلوكات مثل: يخطط، يقدم مقترحات، يبني
مشروعًا، ومن الأمثلة على أهداف التنظيم ما يلي:
- أن يخطط لندوة في موضوع اللغة العربية.
- أن يدير نقاشًا حول تنظيم الأسرة.
- أن يضع خطة لرحلة مدرسية.
- أن ينظم مسابقة شعرية.
- أن يعدل خطته الدراسية.
يصبح لدى المتعلم القدرة على أخذ المبادرة في التخطيط والتنفيذ لأعمال مركبة تتطلب جهدًا ومهارات شخصية عالية.
التذويت
ويقصد به بناء نظام قيمي ثابت يوجه سلوك الفرد، ويصبح جزءً من ذاته أوشخصيته، وإن من بنى هذا النظام القيمي يمارس أفعالًا مثل: يؤمن، يعتقد، يلتزم، يعتز، وإن هذه الأفعال تشكل شخصيته وأفكاره وتبنى ذاته، ومن الأمثلة على هذه الأهداف:
- أن يعتز بدور الأمة العربية في بناء الحضارة الإنسانية.
- أن يؤمن بحق الآخرين.
- أن يلتزم بالتفكير الناقد منهجًا في البحث عن الحقيقة.
- أن يتمتع بروح رياضية عالية.
- أن يؤمن بأهمية الفيزياء في تطور الحياة.