قام عالم النفس هاورد جاردنر (Hward Gardner) بنشر الذكاءات المتعددة من خلال كتابه (أطر العقل: نظرية الذكاءات المتعددة)، حيث وضع سبعة ذكاءات ثم أضاف الذكاء الثامن وهو الذكاء الطبيعي.
وقد عرف جاردنر الذكاء بأنه: قدرة أو إمكانية بيولوجية نفسية كامنة لمعالجة المعلومات، والتي يمكن تنشيطها في بيئة ثقافية لحل المشكلات أو إيجاد نتاجات لها قيمة في ثقافة ما.
وعليه فإن الذكاء عبارة عن أمكانيات أو قدرات عصبية يتم تنشيطها أو لا يتم تنشطيها، وذلك يتوقف على قيم ثقافة معينة، وعلى الفرص المتاحة في تلك الثقافة، والقرارات الشخصية التي يتخذها أفراد الأسر ومعلمو المدارس.
مفهوم الذكاءات المتعددة
الذكاءات المتعددة ليست أنماط تحدد الذكاء الذي يلائم شخصا، أنما تعبر عن الأداء الوظيفي، وتفترح أن لكل شخص قدرات في الذكاءات المتعددة، وبطبيعة الحال فإن الذكاءات المتعدد تؤدي وظيفتها معا بطرق فريدة بالنسبة لكل شخص.
وتقترح الذكاءات المتعددة أن كل فرد لديه القدرة على تنمية الذكاءات المتعددة إلى مستوى مرتفع على نحو معقول إذا تيسر له التشجيع المناسب والإثراء والتعليم.
وتؤكد الذكاءات المتعددة على ثراء وتنوع الطرق التي يظهر بها الأفراد مواهبهم في الذكاءات، وكذلك الروابط بينها.
أنواع الذكاءات المتعددة
قدم جاردنر وسيلة لرسم خريطة المدى العريض للقدرات التي يمتلكها الأفراد، وذلك بتجميع هذه القدرات في ذكاءات متعددة، وهي كما يلي:
- الذكاء اللغوي: وهو القدرة على استخدام الكلمات شفويًا بفاعلية، ويضم هذا الذكاء القدرة على تناول ومعالجة بناء اللغة، وأصواتها، ومعانيها، والاستخدامات العملية لها، وتضم بعض الاستخدامات الإقناع، والشرح، ومعينات الذاكرة، وما بعد اللغة، ومن الأمثلة: الشاعر، الكاتب، الصحفي
- الذكاء المنطقي الرياضي: وهو يمثل استطاعة الفرد استخدام الأعداد بفاعلية، ويضم هذا الذكاء الحساسية للنماذج والأنماط المنطقية والعلاقات والقضايا، والوظائف والتجريدات الأخرى، وأنواع العمليات التي تستخدم في خدمة الذكاء المنطقي: الوضع في فئات والتصنيف والاستنتاج، والتعميم، ومن الأمثلة: علماء الرياضيات، والمحاسبين، والاحصائيين.
- الذكاء المكاني: وهو القدرة على إدراك العالم البصري المكاني بدقة، وأن يؤدي الفرد معتمدًا على تلك الإدراكات، ويتطلب هذا الذكاء الحساسية للون والخط، والشكل والطبيعة، والمجال والمساحات والعلاقات التي توجد بين هذه العناصر، ومن الأمثلة: الصياد، والمرشد السياحي.
- الذكاء الجسمي الحركي: الخبرة والكفاءة في استخدام الفرد لجسمه ككل للتعبير عن الأفكار والمشاعر، ويضم هذا الذكاء مهارات فيزيقية نوعية أو محددة كالتآزر والتوازن، والمهارة، والقوة، والمرونة والسرعة، وكذلك الإحساس بحركة الجسم ووضعه، ومن الأمثلة: الرياضيين، والممثلين، والراقصين، والميكانيكيين.
- الذكاء الموسيقي: القدرة على إدراك الصيغ الموسيقية، ويضم هذا الذكاء الحساسية للإيقاع والطبقة واللحن، ومن الأمثلة: الملحن، الناقد الموسيقي، المغني.
- الذكاء الاجتماعي: وهو القدرة على إدراك أمزجة الآخرين ومقاصدهم ودوافعهم ومشاعرهم، والتمييز بينها، ويضم هذا النوع الحساسية للتعبيرات الوجهية والصوت والإيماءات، والقدرة على التمييز بين مختلف الأنواع الشخصية والقدرة على الاستجابة بفاعلية بالتأثير على مجموعة من الأفراد.
- الذكاء الشخصي: معرفة الذات والقدرة على التصرف توافقيًا على اساس تلك المعرفة، وهذا الذكاء يتضمن أن يكون لدى الفرد صورة دقيقة، والوعي بأمزجته الداخلية ومقاصده ودوافعه وحالاته المزاجية والانفعالية، ورغباته والقدرة على تأديب الذات وفهمها وتقديرها.
أنشطة الذكاءات المتعددة
فيما يلي بعض الأنشطة التي تساعد على تنمية الذكاءات المتعدد لدى الطلبة:
- الذكاء اللغوي: المناظرات، والصحف المدرسية، مسابقات الشعر والقصة القصيرة والخطابة.
- الذكاء المكاني: الرحلات المدرسية، والجولات الميدانية، هواة التصوير.
- الذكاء الجسمي الحركي: المسابقات الرياضية، التمثيل، الأعمال اليدوية.
- الذكاء المنطقي الرياضي: لعبة الشطرنج، ومسابقات السودوكو، الألغاز الرياضية.
- الذكاء الموسيقي: تعلم العزف، والمشاركة ضمن فرقة موسيقية.
- الذكاء الاجتماعي: البرلمان المدرسي، وقيادة الطلبة، وتنفيذ مبادرات طلابية.
- الذكاء الشخصي: اختبارات الميول، واختبارات الاهتمام، واختبارات الاتجاه.
دراسات تناولت الذكاءات المتعددة
علاقة بعض الذكاءات المتعددة بتنمية التفكير الإبداعي.