JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Accueil

الصمود النفسي Psychological resilience

 

    تعد خاصية الصمود النفسي من المجالات الرئيسية للبحوث في أدبيات علم النفس المعاصر خاصة في ميدان علم النفس الإيجابي التطبيقي، وأصبح من المفاهيم الحديثة نسبيًا في مجال  الصحة النفسية، وأضحى محل اهتمام البحثين والمنظرين النفسيين وموضوعًا محوريًا من موضوعات أو أحد مرتكزات علم النفس الإيجابي الذي يحفز السلوك الإنساني لمواجهة الضغوطات النفسية الحياتية بفاعلية وتحدَّ ومسؤولية.

    ولهذا فإن الصمود النفسي من الخصائص النفسية المهمة للفرد كي يواجه ضغوط الحياة المتعددة والمتتالية، والافتقار للصمود النفسي مرتبط إلى حد كبير بالمرض النفسي، وبغض النظر عن مستوى وشدة الضغوط.

تعريف الصمود النفسي

    الصمود النفسي عملية دينامية تمكن الأفراد من إظهار تكيف سلوكي عندما يواجهون مواقف عصيبة أو صادمة أو مأساوية أو تهديد أو حتى مواقف ضاغطة.

    ويُعرف محمد رزق البحيري الصمود النفسي بأنه قدرة الفرد على التكيف بنجاح مع المحن التي تقابله والارتداد عن المشكلات والتعامل بقوة وبذكاء أكثر معها.

    ويُنظر إلى الصمود النفسي على أنه قدرة الفرد على إظهار السلوك الإيجابي التكيفي خلال مواجهته المصاعب والصدمات، ويعد الصمود النفسي من الخصائص الإيجابي في الشخصية والتي تعكس قدرة الفرد على التعامل مع الصدمات والأزمات بشكل إيجابي.

    ومفهوم الصمود النفسي يشير إلى مستوى تمتع المرء بالقدرة على التحمل والقدرة على التأقلم. 

بناء الصمود النفسي

    قدمت الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) عشر طرق للصمود النفسي، وهي:

  1. العلاقات الاجتماعية الإيجابية مع الآخرين بصفة عامة وأعضاء الأسرة والأصدقاء بصفة خاصة.
  2. تجنب الاعتقاد بأن الأزمات أو الأحداث الضاغطة مشكلات لا يمكن تجنبها.
  3. تقبل الظروف التي لا يمكن تغييرها.
  4. وضع أهداف واقعية والاندفاع الإيجابي باتجاه تحقيقها.
  5. اتخاذ أفعال حاسمة في المواقف العصيبة.
  6. التطلع لفرص استشكاف الذات بعض الصراع مع الخسارة.
  7. تنمية الثقة في الذات.
  8. الحفاظ على تصور طويل الأجل وفهم الحدث الضاغط.
  9. الحافظ على روح التفاؤل والاستبشار وتوقع الأفضل.
  10. رعاية المرء لعقله وجسده، وممارسة تدريبات منتظمة مع الانتباه لحاجاته ومشاعره، فضلًا عن الاندماج في أنشطة الترفيه والاسترخاء، وإمتاع الذات والتعلم من الخبرات السابقة، والتأسيس لحياة مرنة ومتوازنة.

خصائص الشخصية الصامدة نفسيًا

    وضع علماء النفس الإيجابي تصور نظري لبنية الصمود النفسي في إطار الخصائص النفسية التي تتوافر في الشخصية الصامدة نفسيًا، وفيما يلي هذه الخصائص:

  • التحمل النفسي:

    وهو استطاعة واحتمال الآلام أو المشاق أو الصمود في سير فعل ما برغم الصعاب أو الصمود الراهن فعلًا، واستعداد أو قدرة الفرد على تحمل ما لا يرغب فيه من المواقف والأحداث أو أبداء الآراء أو قيامه بمواقف لا يكون في أتم تعاطف معها، وغياب أو ضعف الاستجابة الانفعالية لأي عامل غير مرغوب فيه بسبب إدراك الفرد أو تقييمه للموقف.

  • التعقل النفسي:

    وهو قدرة الفرد على الفحص الذاتي والمراقبة الذاتية، ومطالعة النفس والبصيرة الشخصية. كما تتضمن القدرة على التعرف على الروابط بين المشكلات الحالية مع النفس ومع الآخرين ورؤيتها، والقدرة على التفكير في الماضي خاصة لما يتركه من أثر على الاتجاهات الحالية وأدائه.

  • التفهم النفسي:

    الأجواء الودية الصافية التي يسودها السكينة والتحلي بالصبر وسعة الصدر، والقدرة على تجنب محاولات الضغط والسيطرة ليحل محلها التوأد والتقارب مع الآخرين في العلاقات بين الشخصية المتبادلة معهم، وهذا التفهم دالة للتفاعل بين ثلاثة أبعاد:

  1. تقبل الآخرين كما هم.
  2. اتخاذ منظر الآخرين.
  3. التماس الأعذار والتوقف عن التقريع واللوم.
  • التوأد والرقة والتسامح:

    وهو استعداد الفرد للصفح عن حقه في رد الإساءة الموجهة إليه من شخص أو أشخاص آخرين وغياب مشاعر الانتقام من المسيء، ويتضمن التسامح مستويات نفسية، وهي:

  1. كظم الغيظ.
  2. تحمل الإساءة وتقبلها.
  3. الإحسان إلى المسيء.
    ولا يمكن الوصول إلى المستوى الثالث من التسامح إلا إذا توافر في البنية النفسية للشخص قدر مرتفع من التوأد مع الآخرين، والرقة واللطف، الذي يعكس ذوقًا وحسًا إنسانيًا راقيًا، وعلى ذلك يمثل التسامح توجه الشخص نحو نسيان الماضي المؤلم بكل إرادته، مع التأكيد على إيجابيات الآخرين بدلًا من محاكمتهم وإدانتهم.

العوامل المرتبطة بالصمود النفسي

    كشفت نتائج دراسات مختصة وجود العديد من العوامل التي تلطف التأثيرات السلبية لمواقف الحياة الصادمة، وبعض هذه العوامل مرتبطة بالجانب الشخصي، وبعضها مرتبط بجانب أسري، وبعضها الاخر مرتبط بجوانب مجتمعية، ويمكن تفصيلها على النحو الآتي:

العوامل الشخصية المرتبطة بالصمود النفسي:

  • التوافق والمواجهة الإيجابية: عملية الإدارة الإيجابية للظروف العصيبة، والتوجه النشط نحو المثابرة والاجتهاد لحل المشكلات الشخصية وبين الشخصية، مع السعي لتقليل أو تحمل الضغوط أو الصراع باستثمار مداخل التركيز النشط على المشكلة، ومدخل الخطوات العملية للتعامل المباشر مع الشدائد والأزمات، والاستعانة بالمصادر الإيمانية والروحية.

  • الوجدان الموجب: ويتضمن الشعور بالتحمس والنشاط واليقظة، كما يشمل الانفعالات الإيجابية، كثل: التفاؤل، والحس الفكاهي، والأمل، والمرونة في التعامل مع التغير.

  • التفكير الإيجابي: معالجة المعلومات، تطبيق المعرفة، وتغيير الاستنتاجات عبر إعادة بناء المخططات المعرفية، التأطير الإيجابي وإعادة الصياغة، واستخلاص معنى الموقف الضاغط، والمرونة المعرفية، إعادة التقييم، وإعادة التركيز، التوقعات الإيجابية، النظرة المشرقة، والتهيؤ النفسي.

  • الواقعية: التمكن الواقعي بالتعامل مع ما هو متاح وفي الإمكان، التوقعات الواقعية، وتقدير الذات والشعور بالجدارة والأهلية، والثقة، فعالية الذات، والضبط المدرك، وتقبل ما هو غير قابل للتغيير.

  • الضبط السلوكي: عملية مراقبة الذات، وتقييمها وتعديل ردود الأفعال الانفعالية من أجل إنجاز الأهداف الشخصية عبر  تنظيم الذات، وإدارة الذات وتعزيز الذات.

العوامل السرية المرتبطة بالصمود النفسي:

  •  الروابط الانفعالية: كدالة للعلاقات الأسرية القائمة على التوأد والتآلف والتراحم والتشاركية.

  • التواصل الإيجابي: كدالة للتوجه نحو تبادل الأفكار والآراء والمشاعر والمعلومات وحل المشكلات وإدارة العلاقات الأسرية في مناخ نفسي قائم على الدفء والتقبل والاحتواء.

  • المساندة النفسية الاجتماعية: كدالة لإدراك أعضاء الأسرة بوجود من يقف بجانبه عند حاجة شعوره بالأمن النفسي تبعًا لذلك.

  • التقارب: كدالة مناقضة للتباعد النفسي، ويستدل على التقارب من علاقات الحب والتوأد والحميمية والتعلق.

  • الرعاية الإيجابية: كدالة لأساليب المعاملة الوالدية الإيجابية القائمة على التقبل غير المشروط والترحيب والاعتبار الإيجابي لكل أعضاء الأسرة.

  • التكيفية: كدالة لقدرة الأسرة كجماعة اجتماعية متماسكة على التكيف للتغيرات الحياتية بمرونة ويسر وبإسهام إيجابي لكل فرد حسب أدوراه.

العوامل المجتمعية المرتبطة بالصمود النفسي:

  • الانتماء: كدالة للتكامل الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والاحتواء الاجتماعي الأمر الذي يدفع الأفراد باتجاه المساهمة الإيجابية في بناء المجتمع والاستعداد للدفاع عنه.

  • التماسك الاجتماعي: ويعبر عنه بالروابط التي تجمع الناس معًا في المجتمع بما فيه القيم المشتركة والانتماء بين الشخاص.

  • الترابطية والالتحام: ويعبر عنه بنوعية وعدد الروابط بين الناس في المجتمع بما فيها الروابط المكانية والبشرية والتعلق بالمكان ومن مظاهره:

  1. الالتزام والتعهد الذاتي.
  2. وضوح التركيبة الاجتماعية واستقرارها.
  3. الأدوار الاجتماعية.
  4. المسؤولية.
  5. التواصل.

  • الفعالية الاجتماعية: وتمثل إدراكات أعضاء الجماعة بقدرتهم على العمل معًا والإنجاز والارتقاء بالمجتمع.

المرجع

    أبو حلاوة، محمد السعيد والحديبي، مصطفى عبد المحسن (2022). علم النفس الإيجابي. الطبعة الأولى، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

Commentaires
    Aucun commentaire
    Enregistrer un commentaire
      NomE-mailMessage