JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

علم النفس الإيجابي Positive psychology

 

    ظهر علم النفس الإيجابي كرد فعل في مقابل علم النفس المرضي الذي ظل لفترة طويلة يركز عليه العلماء من خلال الدراسات والبحوث النفسية المتعددة كدراسة حالات المرض والاضطراب والشذوذ النفسي.

    يهتم علم النفس الإيجابي كأحد الاهتمامات بعلم النفس بموضوعات مثل: السعادة النفسية، وتنمية التفكير والخيال والابتكار، والمرونة المعرفية، والذكاء العاطفي، والتفاؤل والصلابة النفسية، والامتنان والعرفان، والتعاطف والمساندة الاجتماعية، بعتبرها مجالات تهتم بتحسين نوعية الحياة والوقاية من الأمراض التي قد تنشأ حين تكون الحياة بلا قيمة أو معنى.

ماهية علم النفس الإيجابي

    عند تعريف علم النفس الإيجابي يجب التمييز بين مسارين للتعريف:

  • الأول ما يصح تسميته ما بعد النفسي (ما وراء النفسي)، والذي يوصل لفكرة أن الهدف الرئيسي لعلم النفس الإيجابي إعادة التوازن لعلم النفس على مستوى البحث والممارسة التطبيقية.

  • وأما المسار الثاني فهو المسار البراجماتي (التوظيف العملي)، والذي يهتم بما يقوم به أو يؤديه من يسمون علماء النفس علم النفس الإيجابي فيما يخص بحوثهم، والتطبيقات الخاصة بهذه البحوث ومجالات اهتمامهم.

    ويعرف مارتين سليجمان (Martin Seligman) علم النفس الإيجابي بأنه: الدراسة العلمية للانفعالات الإيجابية ولمكامن القوة التي تمكن الأفراد والمجتمعات من الازدهار.

    ويشير محمد نجيب الصبوة إلى علم النفس الإيجابي بأنه: الدراسة العلمية ذات الطبيعة النظرية والتطبيقية للخبرات الإيجابية، وللخصال أو السمات الشخصية الفردية الإيجابية، وللمؤسسات النفسية والاجتماعية التي تعمل على تيسير وتنمية هذه الخبرات والخصال والارتقاء بها لخلق إنسان ذي شخصية فعالة ومؤثرة.

مسلمات علم النفس الإيجابي

    تتمثل القاعدة المعرفية التي ينطلق منها علم النفس الإيجابي بثلاث مسلمات هي:

  • لا يمكن اختزال الطبيعة البشرية في الجوانب السلبية أو الجوانب الإيجابية فأصالة الإنسان وماهية وجوده على الحقيقية ومساره في تحقيق السواء النفسسي تتحقق عن طريق وعيه بمكامن قوته وإمكانياتيه الإجيابية واستثمارها، وفي نفس الوقت وعيه ببواطن ضعفه ومظاهر قصوره على تطويقها والتغلب عليها.

  • الصحة النفسية والحياة الجيدة لا تعني مجرد غياب المرض أو خلو حياة الإنسان من مظاهر الاعتلال أو القصور، بل تتضمن بالأساس توجهه نحو ترقية نوعية حياته وتجويدها والإعراب عن أصالة ذاته وتحقيق ممكناته وصولًا إلى الإثمار والهناء والازدهار.

  • توصيف الحياة الجيدة يكمن في بنيتها وطبيعتها القيمية والأخلاقية، وليس في مجرد الاحتياج إلى نظرية للاضطراب تقف على طرف نقيض منها.

أهداف علم النفس الإيجابي

    يهدف علم النفس الإيجابي إلى توسيع دائرة اهتمام علم النفس الكلينيكي العلاجي (Therapeutic Clinical Psychology) بحيث يبني جوانب القوة في الشخصية الإنسانية ويطورها، بالإضافة إلى تخليص المرضى النفسيين من عاداتهم غير السوية واضطراباتهم النفسية.

    ويتمثل الهدف الرئيسي لعلم النفس الإيجابي في إحداث تغير نوعي في التيار الرئيسي لعلم النفسي ليدخل في نطاق اهتماماته دراسات مكامن القوة والسمات الإيجابية والانفعالات الإيجابية والشخصية الإيجابية.

    ومن أبرز أهداف علم النفس الإيجابي أنه يركز على تحسين الأداء النفسي الوظيفي للإنسان، إلى ما هو أبعد من الصحة النفسية، ويبحث علماء النفس الإيجابي محددات السعادة البشرية والتركيز على العوامل التي تمكن الإنسان من العيش حياة مرضية يحقق فيها طموحاته.

    ومن أهداف علم النفس الإيجابي أن يستطيع الفرد أن يوظف قدراته بصورة كبيرة وصولًا إلى الرضا عن الذات والحياة.

    ومن أهم أهداف علم النفس الإيجابي تحديد وفهم العوامل التي تمكن الأفراد والمجتمعات والمؤسسات من الازدهار، وذلك يكون بتوظيف أفضل الطرق العلمية في دراسة مشكلات البشر، وتخليصهم من صور المعاناة النفسية، لا بالتركيز على هذه الصور المختلة، بل التركيز على ما في الإنسان من مكامن قوة وفضائل إيجابية.

مزايا علم النفس الإيجابي

    يرى علماء النفس الإيجابي أن علم النفس الإيجابي يمتاز بما يلي:

  1. دراسة كل السبل التي تؤدي إلى نجاح حياة الأفراد بدلًا من دراسة صيغ الفشل ومواطن الضعف لدى الإنسان.
  2. الاهتمام بالأداء النفسي الوظيفي العام المثالي للأفراد.
  3. التركيز على الخصائص الإنسانية الإيجابية، مثل: مكامن القوة، والفضائل، والأخلاق، وتنمية الخبرات الذاتية الإيجابية كالسعادة وجودة الحياة.
  4. التوظيف الإيجابي لمكامن القوة والانفعالات الإيجابية؛ لتحسين جودة حياة الأفراد، وتحقيق ما يعرف بالسعادة.

مجالات علم النفس الإيجابي 

    يقدم علم النفس الأيجابي مخططًا شاملًا لوصف وفهم الحياة الجيدة، ويمكن تقسيم علم النفس إلى أربعة مجالات مترابطة، وهي:

  • الخبرات الإيجابية، مثل: السعادة، السرور، المتعة، الإنجاز، التدفق.

  • السمات الفردية الإيجابية، مثل: نواحي قوة الشخصية، المواهب، الاهتمامات، الميول، القيم.

  • العلاقات الاجتماعية الإيجابية، مثل: مع الأصدقاء، مع الرفاق، مع أفراد الأسرة.

  • الجماعات والمؤسسات الإيجابية، مثل: الأسر، المدارس، أمكان العمل، المجتمعات المحلية، المجتمعات الأكبر.

    وهنالك تصنيف لعلم النفس الإيجابي على مستوى الفضيلة، ويتضمن (6) فضائل تمثلها (24) قوة في الإنسان، يسعى علم النفس الإيجابي إلى تحديدها، وهذه الفضائل والقوة يمكن عرضها فيما يلي:

  1. الحكمة والمعرفة: وتتضمن الإبداعية، وحب الاستطلاع، وحدة الذهن وتفتحه، وحب البسألة (الجرأة)، والتعلم.
  2. الشجاعة: وتتضمن المثابرة، والحماس، والموثوقية (الأصالة والصدق)، والشجاعة.
  3. الإنسانية: وتتضمن الكرم، والحب، والذكاء الاجتماعي.
  4. العدالة: وتتضمن عدم التحيز، والقيادة، والعمل في فريق.
  5. الاعتدال: وتتضمن التسامح، والحصافة.
  6. السمو أو التفوق: وتتضمن تقدير الجمال والتميز، والامتنان، والأمل، وروح الدعابة، والتقوى أو الورع.

المرجع

    أبو حلاوة، محمد السعيد والحديبي، مصطفى عبدالمحسن(2022). علم النفس الإيجابي أسسه- قضاياه- نظرياته-وتوجهاته المستقبلية. الطبعة الأولى، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة