JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الانفعالات الإيجابية Positive emotions

 

    يختص علم النفس الإيجابي بالدراسة العلمية للأداء الوظيفي البشري الإيجابي، بمعنى آخر اكتشاف وتحديد الظروف والعوامل التي تمكن الأفراد والمجتمعات من الارتقاء والنماء والازدهار الإيجابي.

    وتتمثل الاهتمامات البحثية للعلم النفس الإيجابي في السمات الفردية الإيجابية: كالتوأد والرأفة والرحمة والرقة والتفاؤل والصمود، والمؤسسات الإيجابية: لتحديد خصائصها وعوامل تدعيمها كالأسرة والعلاقات الاجتماعية والمجتمعات، الانفعالات الإيجابية: والتي يشار إليها أحيانًا باسم المحركات الصغيرة كالبهجة والسعادة والمرح.

تعريف الانفعالات الإيجابية

    يعرف الانفعال في معجم علم النفس بأنه مصطلح عريض متنوع التعريف، ولكن يشير عادة لنمط شاسع من الإحساسات في باطن الجسم.

    فالانفعال هو حالة وجدانية حادة وفجائية، مضطربة وغير منظمة، تختلف عن الحالة الاعتيادية للفرد، وتتسم بالاستثارة والتنبه والتوتر والرغبة في القيام بعمل ما.

    ويشار إلى أن الانفعال يمثل الشحنة الموجهة للسلوك، أي يلعب دور الدافعية، كما أنه يُعد مظهرًامميزًا للدافع، ويعبر الانفعال عن نفسه في إطار ما اكتسبه الإنسان من التنشئة الاجتماعية واستثارة البيئة.

    وللانفعال مكونات داخلية فيزيولوجية وشعورية ومعرفية وخارجية سلوكية مثل تعبيرات الوجه، وتعتمد هذه الحالة على مواقف معينة، وتسثير ردود أفعال الفرد المتطرفة والتي توجه عادة نحو مصدر الانفعال، ويشمل الانفعال بوجه عام مشاعر قوية أو حالات وجدانية إيجابية أو سلبية.

    وتتضمن الانفعالات الإيجابية ما يعرف بالاستجابات الموفقية القائمة على البهجة والاستمتاع، وتتراوح ما بين: الاهتمام والرضا إلى الحب والفرح، وتختلف عن الإحساسات السارة، والوجدان الموجب، وينظر إلى الانفعالات الإيجابية كعلامات على التنعم العام أو السعادة العامة للبشر، ولكنها في نفس الوقت تحسن من الارتقاء والنجاح في المستقبل.

    وتعُد الانفعالات الإيجابية واحدة من بين الفئات الثلاث أو الأربع التي تكون الشخصية، وهي: 

  1. الدوافع.
  2. الانفعال.
  3.  المعرفة.
  4.  الوعي.

    وأي انفعال من انفعالاتنا ينطبق على مبدأ الحتمية أو المحدودية؛ أي أن كافة الانفعالات مشروطة ومسببة، فلا يوجد انفعال ينشأ من فراغ، وكل انفعال ينتج عن اقترانات متتالية بين عوامل ذاتية، وعوامل موضوعية.

تصنيف الانفعالات الإيجابية

    حدد علماء النفس الإيجابي اثنتا عشرة انفعال أساسي في هذا المجال، ويمكن تناولها باختصار على النحو الآتي:

الفرح أو السرور:

    الفرح مصطلح علم يستخدم لوصف نطاق عريض من السعادة تبدأ من مجرد الشعور بالارتياح غلى ما يعرف بالنشوة والغبطة العامة، والفرح كانفعال إيجابي أكثر الانفعالات شيوعيًا في الخبرة البشرية، إلا أنه انفعال قصير المدى وغالبًا ما يكون مؤقتًا وتتلاشى مؤشراته بسرعة.

العرفان والامتنان:

    من أهم الانفعالات المرتبطة بالسعادة، ويدل على امتنان الإنسان وشكره وتقديره لما يملك من نعم وغالبًا ما يقترن ذلك بالنظر إلى الإيجابيات في الحياة دون توقف عند ما لا يملكه أو ما ينقصه. ويعزز التعبير عن العرفان والامتنان والشكر التوجه الإيجابي في الحياة ويدفع الشخص بنشر البهجة والرضا بين الناس، ويعزز في نفس الوقت تفاؤله واستبشاره بالمستقبل.

السكينة:

    وهي حالة الهدوء والرضا بما يمتلكه الإنسان وبوضعه الوجودي في الحياة، وترتبط بالحالات العالية التي يشعر فيها الشخص بالغبطة والحبور والتعلق بالروحانيات والرضا بمصيره وقدره.

الاهتمام:

     يهتم الإنسان بكل ما يمكن أن يلبي احتياجاته ويحقق أهدافه، ويرتبط الاهتمام بما يعرف التطلع والشغف والفضول ويدفع الإنسان باتجاه الاجتهاد والمثابرة والاندماج في الحياة.

الأمل:

    يقصد بالأمل كانفعال السعادة المتوقعة أو توقع الإنسان للسعادة، أنه حالة السرور التي تنتج من افتراض أن المستقبل سيحمل أشياء وأحداث ممتعة ومبهجة، ويقترن الأمل على هذا النحو بالتفاؤل وبما يعرف تحيزنا الطبيعي باتجاه توقع أشياء سارة تحدث لنا في المستقبل، وبأن الأمور ستصير أفضل في المستقبل.

الفخر والاعتزاز:

    يمكن أن تكون للفخر والاعتزاز جوانب إيجابية وجوانب سلبية، فربما يرتبط الفخر في دلالاته السلبية بتوجه الشخص نحو الغطرسة والتعالي على الآخرين، وقد يكون مثل هذا الشخص سعيدًا، لكنه يبني سعادته على حساب الآخرين، أما الفخر والاعتزاز الإيجابي فيمثل ما يصح أن نسميه الكبرياء السوي الذي يجعل الشخص سعيدًا بإنجازاتها وبتوجهه نحو ترقية حياة الآخرين وتجويد نوعيتها.

الانبساط:

    وهو انفعال يحدث عند تعامل الإنسان من أشياء فكاهية أو مسلية مثل: النكت، وغالبًا ما يعكس الانبساط أو الاستمتاع ما يعرف بالفكاهة أو الروح الفكاهية وهي وسيلة سهلة جدًا للارتباط بالآخرين ومشاركتهم لحظات الفرح والسعادة مما يقوي الروابط الاجتماعية بينهم.

الإلهام والتحفيز:

    ويرتبط بتصور الإنسان لنفسه في مواقف يثبت فيها جدارته وفاعليته وقدراته على قيادة الآخرين وتحفيزهم ورفع روحهم المعنوية وتقوية همتهم للعمل والنشاط، ويمثل الإلهام بهذا المعنى أحد الأبعاد الأساسية لما يعرف بالقيادة التحويلية.

الرهبة أو الخشية (التقوى):

    الرهبة أو الخشية والتقوى مشاعر تنتاب الإنسان عندما يبحر في التدبر في آيات الجمال والإبداع في الكون، نتيجة يقينه بالروعة والإبداع وقدرة الخالق جل شأنه، ويرتبط هذا الانفعال بتقدير الجمال والتعبيرات والمنتجات الإبداعية، وعلى ذلك ينظر إلى التقوى من البعد الروحي بأنها دالة للانفتاح على الخبرة والامتلاء بالتعجب والدهشة من كل صور الجمال في الحياة.

الحب:

    الحب من أقوى الانفعالات الإيجابية في حياة البشر، وأول خبرة لنا به تكون مع الأب والأم ومع المقربين منا في مرحلة الطفولة، وسرعان ما تتعقد صيغه عندما يسعى الإنسان لمنحه وتلقيه من الآخرين، وربما يكون على هيئة حب غير مشروط مع الجميع.

الإيثار:

    حالة السعادة والسرور التي تنتاب الإنسان من مساعدته للآخرين، ويرتبط الإيثار بالحب ويعد تعبيرًا عنه في نفس الوقت، كما أن الحب يعزز من التوجهات الإيثارية في الحياة، وقد يتسع نطاقه ليكون إيثارًا عامًا مرتكزًا على حب الإنسانية. وعليه فمساعدة الآخرين حتى الغرباء طريقة قوية جدًا للحصول على السعادة وله قيمة اجتماعية قوية ومقدرة جدًا تمنع الإنسان من التمركز حول الذات.

الرضا:

    وهو حالة السرور يخبرها الإنسان عندما ينجح في التغلب على العقبات أو التحديات، فضلًا عن تحقيقه لأهدافه. والرضا يرتبط بكل من الفخر والاعتزاز والسكينة، ويبعد الإنسان عن اليأس والقنوط وكل مظاهر الاستياء والنفور من الحياة.

المرجع

    أبو حلاوة، محمد السعيد والحديبي، مصطفى عبدالمحسن (2022). علم النفس الإيجابي أسسه-قضاياه-نظرياته- وتوجهاته المستقبلية. الطبعة الأولى، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

author-img

مدونة محمد العمايرة التربوية.

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة